يبدو أن مخطط تنمية الدارالبيضاء 2015/2020 الذي أطلقه الملك محمد السادس، بعد غضبته الشهيرة سنة 2013، لتحويل العاصمة الاقتصادية إلى قطب مالي دولي، لن يكون جاهزا في التاريخ المحدد له. وتعرف مشاريع كبرى عدة تعثرا واضحا، الشيء الذي يجعل انتهاء أشغال المخطط التنموي الكبير في الوقت المحدد مستبعدا رغم التعليمات الصادرة عن وزارة الداخلية في وقت سابق لتسريع وتيرة الإنجاز. وبالرغم من الأوراش والأشغال التي تعرفها العاصمة الاقتصادية منذ سنوات، وانتهاء بعضها، فإن بعض المشاريع، وعلى رأسها مشروع المسرح الكبير الذي انطلقت الأشغال به في أكتوبر من سنة 2014 مع توقع انتهائه في شتنبر من هذه السنة، ما تزال تعرف تعثرا كبيرا. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، إذ ما تزال العديد من المحطات والمحاور التي وردت في المخطط الموقع ضمن اتفاقيات أمام الملك محمد السادس بالدارالبيضاء متوقفة، ولم يتم الشروع في إنجازها بعد. وفشل المخطط إلى حدود اليوم في إخراج حديقة الحيوانات بمقاطعة عين السبع؛ فرغم حديث شركة الدارالبيضاء للتهيئة عن قرب نهاية الأشغال بها وجاهزيتها في شهر دجنبر المقبل، إلا أن متتبعين يرون ذلك مستبعدا، على غرار بعض المشاريع الأخرى. ولم تتمكن جماعة الدارالبيضاء والجهات الوصية على القطاعات الواردة في المخطط، بحسب عدد من المنتخبين في المدينة، من تحسين جودة عيش الساكنة البيضاوية، ذلك أن الوضع، بحسبهم، ما زال مترديا وما زالت الساكنة تعاني الويلات في جميع المجالات، سواء تعلق الأمر بالنقل أو النظافة أو السكن. واستغرب منتخبون في مجلس مدينة الدارالبيضاء التعثر الكبير الذي يعرفه هذا المخطط الذي خصصت له ميزانية ضخمة تناهز 3660 مليار سنتيم، والذي لم ينعكس على جودة عيش الساكنة البيضاوية. وشدد منتخبون في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية على أن الجماعة "فشلت في هذا المخطط التنموي الكبير، بالرغم من توفرها على أغلبية مريحة في التسيير، ووجود ميزانية ضخمة، إلى جانب الإرادة الملكية في تغيير الوضع بالمدينة". ويطالب المنتخبون وفعاليات جمعوية بفتح تحقيق في تعثر بعض المشاريع الكبرى التي تم تحديد تواريخ خاصة لنهاية الأشغال بها أمام الملك محمد السادس. ويهدف مخطط تنمية الدارالبيضاء الكبرى 2015-2020، الذي تم تقديمه أمام الملك محمد السادس في شتنبر 2014، إلى تحقيق نقلة نوعية للدار البيضاء وتحويلها إلى حاضرة اقتصادية تنافس المدن العالمية الصاعدة.