أعلن مصطفى ملوك رئيس جمعية الدارالبيضاء الكبرى كاريان سانطرال، في أول أمس الأربعاء، أنه يتم حاليا إعداد مخطط رئيسي للمدينة العتيقة للدار البيضاء في أفق سنة 2020 وذلك بعد الانتهاء من الأشغال المبرمجة في إطار المشروع الحالي لإعادة تأهيل المدينة العتيقة. وقال ملوك في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء «إننا بصدد التحضير لمخطط رئيسي سيحدد معالم تنمية المدينة العتيقة في أفق سنة 2020 وذلك بانسجام تام مع التنمية الاقتصادية للدار البيضاء الكبرى». وأضاف أنه سيتم إطلاق المخطط بعد انتهاء الأشغال الحالية الخاصة بإعادة تأهيل وتهيئة المدينة العتيقة، بهدف جعلها «فضاء للحياة» بالنسبة للساكنة كفيل باحتضان الأنشطة الاقتصادية والتجارية المتنوعة. وأوضح، مصطفى ملوك، عضو اللجنة التوجيهية للمشروع، أن المرحلة الأولى من إعادة التأهيل خصصت لتحديث البنيات التحتيات ولاسيما شبكات التطهير والماء الصالح للشرب والإنارة وإعادة إسكان قاطني الدور الآيلة للسقوط. وأبرز أن المشروع سيخرج إلى حيز الوجود بفضل اعتماد تدبير مبتكر يقوم على إشراك السكان ووجود إرادة مشتركة لإنجاحه. ومن جهتها، أكدت الوكالة الحضرية للدار البيضاء، التي تسهر على تنفيذ مشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة للدار البيضاء، أن جميع الأوراش التي تمت برمجتها في إطار البرنامج الأولوي للمشروع توجد في مرحلة إنجاز متقدمة، بالرغم من بعض الصعوبات المرتبطة بالمحيط. ومن جهة أخرى، أكد مدير الوكالة الحضرية للدار البيضاء محمد الأوزاعي، في اليوم ذاته، أن مشروع إعادة تهيئة المدينة القديمة للدار البيضاء، الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، في 27 غشت سنة 2010 يوجد في مرحلة «جد متقدمة»، مع إتمام أشغال إنجاز العديد من الأوراش التي تندرج في إطار البرنامج الأولي لهذا المشروع. وقال الأوزاعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن «مشروع تهيئة وتأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء بلغ مرحلة جد متقدمة، حيث تم إتمام العديد من العمليات بينما توجد أخرى في طور الإنجاز». وأشار إلى أن عدة مشاريع توجد في طور الإنجاز، تهم التطهير السائل والإنارة العمومية وتوفير تجهيزات القرب، لاسيما مركز محاربة الإدمان ودار الثقافة «بوينو بانتورا» (كنيسة إسبانية سابقا) وفضاء ملتقى أجيال المدينة القديمة. وقال الأوزاعي إن الشق السياحي «لم يتم إغفاله» في هذه الأوراش، بحيث أعطيت انطلاقة أشغال تحديث وتجديد المدار السياحي للمدينة القديمة، موضحا أن هذا المشروح الضخم يروم تأهيل البنيات التحتية وتحسين ظروف عيش الساكنة والتجار والحرفيين. وأشار العامل مدير الوكالة الحضرية للدار البيضاء إلى أن «هذا المشروع جد متشعب وصعب الإنجاز»، بالنظر إلى الأزقة الضيقة والبنايات الآيلة للسقوط وسوء شبكة التطهير، مشيدا من جهة أخرى، بانخراط الساكنة في إنجاز هذا المشروع. وتم رصد غلاف مالي أولي بقيمة 300 مليون درهم، تموله وزارة الداخلية بمبلغ 200 مليون درهم، و100 مليون درهم يمنحها صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، للبرامج الأولية المزمع إنجازها في إطار هذا المشروع. ويروم البرنامج الأولي، الذي عرفت أشغال إنجازه مرحلة متقدمة، تحسين إطار عيش الساكنة وضمان ولوجهم لخدمات القرب، وذلك من خلال تأهيل البنية التحتية الأساسية والرفع من مستواها، لاسيما عبر إصلاح الطرق والرفع من مستوى شبكات التطهير والماء الصالح للشرب والكهرباء والإنارة العمومية والهاتف. وحسب لجنة التوجيه الخاصة بمشروع إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء، فإن مختلف العمليات والتدابير المبرمجة في إطار هذا المشروع الضخم، والتي تروم تحسين إطار عيش الساكنة والرفع من مستوى الإطار المعماري للمدينة القديمة وإدماجها في محيطها، تسير وفق الجدول الزمني المحدد من طرف لجنة التوجيه.