قام الملك محمد السادس ٬ الأربعاء٬ بزيارة وتفقد مختلف أوراش الترميم وإعادة التهيئة الجارية بالمدينة القديمة للدار البيضاء. وبهذه المناسبة قام الملك بجولة على الأقدام ٬ عبر أزقة المدينة القديمة٬ حيث تفقد الزاوية الحراقية الدرقاوية ومسجد الزاوية القادرية ومسجد مكيرجة والتي عرفت مؤخرا أشغال الترميم وإعادة التهيئة. وقد احتشد عدد كبير من سكان المدينة القديمة والتجار والصناع التقليديين على امتداد الأزقة التي مر منها الملك٬ حيث خصصوا له استقبالا حماسيا حارا. ووقف الملك ٬ بالمناسبة على سير مختلف الأشغال الجارية في إطار مشروع إعادة تهيئة وتأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء والتي تهدف إلى تحسين ظروف عيش الساكنة والرفع من مستوى الإطار المعماري للمدينة القديمة وتحقيق إدماج أفضل لها في محيطها العمراني. ويعرف هذا المشروع إنجاز عدة عمليات مبرمجة وذات أولوية٬ تهدف أساسا إلى الرفع من المستوى المعيشي للساكنة وولوجها لمختلف الخدمات الأساسية وذلك عبر عمليات رئيسية تتمثل في تأهيل البنيات التحتية بالمدينة القديمة من خلال إعادة إصلاح قنوات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب وتجديد الإنارة العمومية وتوسيع شبكة الهاتف وترميم السور المحيط بالمدينة من أجل استرجاع جزء من ذاكرتها التاريخية . كما تهم هذه العمليات إعادة إسكان 78 أسرة قاطنة بدور الصفيح بشقق جاهزة بحي مولاي رشيد ومعالجة الدور الآيلة للسقوط حيث تم إعداد تشخيص تقني ٬إضافة إلى إنجاز مخطط للسير والجولان داخل المدينة القديمة وكذا ترميم مسجد مكيرجة والزاوية الحراقية الدرقاوية والزاوية القادرية والزاوية الناصرية . وكان الملك محمد السادس ٬ قد أعطى في 12 غشت 2011 ٬ انطلاقة إنجاز ثلاثة مشاريع تعرف أشغالها تقدما وفق الآجال المبرمجة. ويتعلق الأمر بمركز مختص في طب الإدمان مع خلق وحدة القرب لمعالجة داء السل وتهيئة المركز الصحي لبوسمارة و تحويل كنيسة "بوينو بانتورا" إلى دار للثقافة ٬أما بخصوص فضاء ملتقى الأجيال فستنطلق أشغال بنائه خلال شهر أبريل المقبل. ومن جهة أخرى٬ وفي إطار إعادة تنظيم الأنشطة التجارية والحرفية ٬ فقد تمت إعادة تهيئة 40 محلا تجاريا في إطار برنامج "رواج"٬ كما تم إطلاق برنامج لتكوين التجار المستفيدين من عملية إعادة التهيئة ٬ شمل مجال حفظ الصحة والسلامة ٬ وذلك بتأطير من وزارة التجارة والصناعة. وتجدر الإشارة إلى أن ملف تصنيف المدينة القديمة كثرات عمراني و تاريخي قد أخذ مساره بعد موافقة اللجنة المركزية للتصنيف بوزارة الثقافة٬ وكذا موافقة مجلس مقاطعة سيدي بليوط. كما انطلقت العمليات الخاصة بإعادة تهيئة الطرق والساحات العمومية وتهيئة المدار السياحي٬ وذلك بالارتكاز على الخلاصات التي أفضت إليها دراسة إعداد مدونة للجمالية والتأثيث الحضري وإنجاز بحث عقاري والإعداد لانطلاق الدراسات الهادفة لإنجاز تصميم التهيئة وصيانة المدينة القديمة.