اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الجمعة، بالدارالبيضاء، على تقدم أشغال إنجاز مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة. ( ح م) وبهذه المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول تقدم إنجاز مختلف البرامج والعمليات المبرمجة في إطار هذا المشروع، الذي يروم تحسين ظروف عيش السكان، وتأهيل المدينة العتيقة بما يكفل اندماجها في محيطها العمراني الحضري. ويتضمن مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة بالدارالبيضاء، الذي أعطى جلالة الملك انطلاقة أشغاله في 27 غشت 2010، ثلاثة محاور كبرى، يهم أولها إنجاز مجموعة من العمليات الاستعجالية على المدى القصير، بهدف تحسين إطار عيش السكان من خلال إعادة إسكان 150 أسرة من قاطني دور الصفيح، والمحتلين لتجهيزات ومرافق عمومية، وصيانة البنايات الآيلة للسقوط. ومكنت عملية الصيانة من تحديد وإحصاء 200 بناية من بين 500 يشملها الشطر الأول. وفي هذا الإطار جرى تسجيل تدهور وضعية 19 بناية على مستوى الهيكل، مما يجعلها موضوع معالجة خاصة. كما يسعى المشروع إلى تحسين ولوج السكان للخدمات الأساسية، (إعادة تأهيل شبكة التطهير، والماء الصالح للشرب، والكهرباء، وتجديد الإنارة العمومية، وشبكة الهاتف). وانطلقت الأشغال في شطرها الأول لتشمل 20 هكتارا على أن تنطلق الأشغال في الشطر الثاني، الذي يمتد على مساحة 27 هكتارا في شهر شتنبر المقبل. وفي ما يتعلق بالتأهيل التاريخي والثقافي للمدينة العتيقة، جرى الشروع في سلسلة من العمليات الخاصة بترميم الأسوار وتدعيمها وتقويتها، كما ستشمل عملية الترميم واجهات المنشآت المجاورة. ويتضمن البرنامج الاستعجالي، أيضا، سلسلة من العمليات التي تروم تحسين المناخ الاقتصادي للمدينة العتيقة، وتعزيز استقطابها للسياح. ويهم الشطر الثاني من مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة، إنجاز بحث حول وضعية العقار مع مراعاة الوضعية المعقدة للجانب العقاري بالمدينة العتيقة. أما الشطر الثالث من هذا المشروع، الذي يشمل إعداد تصميم التهيئة والحماية، فيوجد حاليا في طور الانطلاق، في أفق تحديد أشكال التدخل بالمدينة العتيقة، والقواعد والمعايير المعمارية الواجب احترامها لضمان حماية المدينة. وبالمناسبة نفسها، أعطى صاحب الجلالة، انطلاقة أشغال إنجاز مشروع بناء مركز متخصص في علاج الإدمان وداء السل، باعتمادات مالية تبلغ سبعة ملايين درهم. ويروم هذا المشروع، الذي يشمل تشييد وحدة للقرب متخصصة في طب الإدمان، وأخرى خاصة بمحاربة داء السل، إلى جانب إعادة تهيئة المركز الصحي الحالي "بوسمارة"، تحسين ظروف استقبال المرضى والتكفل بهم، باعتباره هدفا يحظى بالأولوية من بين الأهداف التي حددها مشروع التأهيل الحضري للمدينة العتيقة بالدارالبيضاء، والذي يضع المواطنين في قلب الانشغالات. كما ستشهد الأيام المقبلة الشروع في إنجاز مشاريع أخرى تهم تحويل كنيسة "بوينافينتورا"، إلى دار للثقافة بغلاف مالي يبلغ تسعة ملايين درهم، وتشييد فضاء للتواصل بين الأجيال بالمدينة العتيقة باستثمارات مالية إجمالية تبلغ 14 مليون درهم. ومن شأن تحويل هذه الكنيسة وترميمها، بما يضمن الحفاظ على شكلها المعماري الأصلي إلى جانب مسجد ولد الحمرا والمعبد اليهودي "التودغي"، أن يكرس ويرسخ روح التسامح والتعايش بين الديانات السماوية الثلاث بالمدينة العتيقة. إثر ذلك، أشرف جلالة الملك على تسليم مفاتيح، ووثائق الملكية لعدد من المستفيدين من برنامج إعادة الإسكان في إطار مشروع أنجزته "شركة إدماج سكن" بحي مولاي رشيد.