أثر تراجع الأسعار الدولية للمواد المعدنية الأولية في الأسواق العالمية على معاملات كبريات الشركات المنجمية المغربية خلال النصف الأول من العام الجاري، ما دفعها إلى رفع مستويات إنتاجها بمعدلات مرتفعة لتدارك هذا التأثير السلبي على أعمالها. وتراجعت الأسعار العالمية لمادة الكوبالت بما يقارب 62 في المائة، والزنك بنسبة 16 في المائة، والنحاس بما يناهز 11 في المائة، والرصاص بنسبة 20 في المائة، إلى جانب تراجع أسعار الفضة بنسبة 9 في المائة. وقال مسؤولو الشركة المنجمية لتسويسيت إن رقم معاملاتها تراجع بنسبة 14 في المائة خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري، إذ بلغ 251 مليون درهم في الفترة الممتدة ما بين يناير ونهاية يونيو من سنة 2019. وأوضحت البيانات المالية للشركة ذاتها أنها أقدمت على تعويض التراجع المسجل في الأسعار العالمية عبر رفع إنتاجها بنسبة 3 في المائة، في محاولة منها لتقليص تراجع حجم مداخيلها المالية من عمليات استخراج وتسويق المعادن. كما تراجعت معاملات شركة مناجم بنسبة 13 في المائة خلال النصف الأول من العام الجاري، إذ انتقل من 2.47 مليار درهم في الشهور الستة الأولى من العام الماضي إلى 2.16 مليار درهم في الفترة نفسها من سنة 2019. وفي خطوة لتدارك هذا التراجع، أقدمت شركة "مناجم" على زيادة إنتاجها من الفضة بنسبة 35 في المائة في موقعها المنجمي بإيمضر، كما رفعت من حجم إنتاجها من الذهب في منجم "مانوب" بالسودان. وأطلقت "مناجم" عمليات رفع الإنتاج بتوسعة منجمها بالسودان خلال شهر فبراير الماضي، كما اقتنت 30 في المائة إضافية من حصص الشريك "أفوسيت ميننغ"، فارتفعت مساهمتها إلى 85 في المائة من رأسمال المجموعة المنجمية "مانديانا".