تبحث مجموعة مناجم فرص شراء مشاريع ذهب في طور الإنتاج بإفريقيا بهدف تسريع صعودها كفاعل أساسي في مجال إنتاج المعدن الأصفر في القارة السمراء. وتقود المجموعة حاليا تسعة مشاريع ذهب في غرب ووسط وشرق إفريقيا، منها ثلاثة مشاريع في السودان، ومشروعين في كل من الغابون وإثيوبيا، ومشروع واحد في كل من بوركينا فاسو وغينيا. وتوجد جل هذه المشاريع حاليا في مراحل مختلفة من التنقيب والدراسات والتقييم، باستثناء مشروعين أحدهما في الغابون والثاني في السودان، واللذان بلغا طور الإنتاج. ويقول عماد التومي، رئيس مناجم "تطوير وإنضاج هذه المشاريع سيتطلب وقتا قبل أن نصل إلى مرحلة الانتاج. لذلك قررنا في الظرفية الحالية التي تتسم بانخفاض أسعار المعادن في الأسواق العالمية تعديل سياستنا والبحث عن شراء مناجم ذهب في طور الإنتاج، أو على الأقل في مرحلة جد متقدمة من التطوير، بهدف تسريع بزوغ نجم مناجم المغربية كفاعل أساسي في أسواق الذهب". وأوضح التومي، الذي كان يتكلم خلال لقاء مع المحللين الماليين والصحافة المتخصصة حول النتائج السنوية لمجموعة مناجم، أنه بصدد إطلاق استراتيجية جديدة لمناجم تتمحور حول توطيد نشاط الشركة في المغرب كقاعدة أساسية، خصوصا في إنتاج الفضة والنحاس والكوبالت والزنك، وتسريع توسعها في مجال إنتاج الذهب في إفريقيا. وأضاف "في المغرب لا يوجد ذهب"، مشيرا إلى توقيف استغلال الذهب في مناجم عقا جنوب البلاد بسبب ضعف المردودية، وتحول هاته المناجم إلى النحاس. وخلال العام الماضي أنتجت المجموعة 1300 كيلوجرام من الذهب في الغابون و500 كيلوجرام في السودان. وساهم الذهب بنسبة 20 في المائة في رقم معاملاتها السنوية، وهي نفس النسبة التي ساهمت بها مبيعات الفضة المستخرجة من مناجم المجموعة قرب ورزازات، والتي بلغ حجم انتاجها العام الماضي نحو 400 طن. وساهم النحاس بدوره بنفس النسبة (20 في المائة)، فيما ساهم كل من الزنك والكوبالت في رقم المعاملات المجموعة بحصة 14 في المائة لكل واحد، وتقاسمت معادن أخرى منها الفليورين والرصاص الحصة المتبقية. وبلغ رقم معاملات مجموعة مناجم خلال 2015 زهاء 4.32 مليار درهم، وعرف زيادة بنسبة 12 في المائة رغم الانخفاض الكبير لأسعار المعادن، خاصة الذهب والفضة والنحاس. وعزا التومي هذا الإنجاز إلى الزيادة القوية في حجم إنتاج المجموعة، إضافة إلى الاقتصاد الكبير في تكلفة الإنتاج، والتي غطت عن تراجع الأسعار. وفي هذا السياق حققت المجموعة نتيجة صافية موطدة بقيمة 254 مليون درهم، بزيادة 14 في المائة مقارنة بسنة 2014. وحول آفاق نشاط المجموعة، أوضح التومي أنها ستواصل الرفع من وتيرة إنتاجها، خصوصا في الفضة والنحاس. وأضاف "عمر مناجم اليوم 85 سنة، وتعتبر بذلك واحدة من أعرق الشركات المنجمية. وبالنظر للمجهودات الاستثمارية التي تبدلها، خاصة في مجال التنقيب وتطوير المشاريع والبحث والتنمية، فالمستقبل منير أمامها". وأوضح التومي أن احتياطي الشركة من الفضة يغطي نحو 15 سنة من الإنتاج، مشيرا إلى أن اكتشافات العام الماضي أكدت 400 طن إضافية من الاحتياطات الجديدة، والتي تعادل سنة من الإنتاج. إضافة إلى تحقيق اكتشافات جديدة بحجم 7 مليون طن من النحاس خلال العام الماضي. وكشف عادل التومي، الذي تولى رئاسة المجموعة مند بداية السنة الجارية، أنه بصدد الإعلان عن مخطط استراتيجي جديد. وللإشارة فإن التومي كان يقود أنشطة مجموعة أريفا الفرنسية في غرب إفريقيا قبل التحاقه بمناجم، ولديه باع طويل في القطاع المنجمي في إفريقيا.