لجأ ساكنة منطقة مولاي بوعزة، نواحي مدينة خنيفرة، إلى إغلاق محلاتهم التجارية، بشكل جماعي، احتجاجا على العطش الذي يعانون منه جراء النقص الحاد في المياه، إذ لا تصل إلى بيوتهم سوى لمدة قصيرة فقط في الساعات الأولى من الصباح. ولجأ التجار والمهنيون وأصحاب المقاهي والمطاعم بمولاي بوعزة إلى إغلاق محلاتهم ساعتين في الصباح وساعتين مساء، بعدما لم تتحقق وعود المسؤولين بوضع حد لمعاناتهم مع انعدام الماء، والذي واد حدّة منذ دخول فصل الصيف. ويعاني سكان منطقة مولاي بوعزة بحنيفرة من انقطاع الماء، إلى حوالي خمس سنوات، حسب عصام ابا الحسن، فاعل جمعوي، موضحا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مسؤولي المكتب الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب وعدوا المتضررين بحل هذا المشكل؛ لكن دون أن يتحقق ذلك. وزاد من استفحال مشكل انقطاع الماء عن ساكنة مولاي بوعزة الشلل الذي أصاب المجلس الجماعي للمنطقة، بسبب تقديم سبعة أعضاء من المعارضة استقالتهم منذ مدة، لم تبتّ فيها الداخلية بعد، فضلا عن التشطيب عن خمسة أعضاء آخرين من الأغلبية؛ وهو ما جعل السكان لا يجدون أي جهة تدافع عنهم، حسب عصام ابا الحسن. وفي ظل غياب جهات مسؤولة لتدافع عن السكان المتضررين، وعدم تحقق وعود المسؤولين عن قطاع الماء، لجأ سكان مولاي بوعزة إلى خوض اعتصام ابتداء من يوم الأحد الماضي، رافقه إغلاق المحلات التجارية؛ وهو ما دفع السلطات إلى الجلوس معهم إلى طاولة الحوار، في اجتماع أعطيت لهم فيها وعود بتسوية مشكلهم، لم تتحقق إلى حد الآن. ويعود سبب غياب الماء عن بلدة مولاي بوعزة، كما يقول السكان المتضررون، إلى رداءة قنوات ضخ المياه، حيث تتعرض لكسور، إضافة إلى عدم قدرة الصهريج المزود للمنطقة بالماء على تلبية حاجات السكان، خاصة في فصل الصيف حيث يتضاعف الاستهلاك. عصام ابا الحسن أوضح أن منطقة مولاي بوعزة لم تكن تعاني من مشكل نقص المياه إلى حدود سنة 2007، حيث كانت الساكنة تستعين بمياه أربعة آبار يدبرها المجلس الجماعي، وكانت كافية لتلبية حاجيات السكان من الماء. وبعد تفويت تدبير القطاع إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بدأت تبرز مشاكل التزود بالمياه، بعدما لجأ المكتب إلى استقدامها من خنيفرة، التي تبعد ب78 كيلومترا. وتفاقمت معاناة ساكنة مولاي بوعزة مع انقطاع الماء بشكل حاد منذ عيد الأضحى الماضي، إذ يضطرون إلى انتظار عودة المياه إلى الصنابير في الساعة الثانية صباحا، ولوقت وجيز، قبل أن ينقطع، حيث لا تتعدى سعة الصهريج الذي يزود المنطقة بالماء 1500 متر مكعب، حسب إفادة عصام ابا الحسن، مضيفا "لا ما عمرتيش الماء فديك الساعة بقيتي بلاش". وبالرغم من وجود صهريج مياه آخر بالمنطقة، شُيد في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإن السكان لا يستفيدون منه، في ظل الشلل الذي يعاني منه المجلس الجماعي الذي من المفترض أن يقوم بتدبيره.