إلى الخُمودِ تَسير شُهور التَصعيد الذي خاضه طلبة الطب والصيدلة بمختلف كليات المملكة؛ فقد توصل ممثلو "أطباء الغد" إلى اتفاق مع وزارة التعليم العالي، وتقرر رسميا توقيع محضر استئناف الدراسة ووقف الإضراب المفتوح، اليوم الثلاثاء، عقب جلسة تصويت تمت أمس الاثنين وأفرزت تقاربا في نسب تعاطي الطلاب مع مقترح الوزارة الوصية لحل المشكل. وحسب مصادر طلابية، "بلغت نسبة الموافقين على العودة إلى الفصول واجتياز الامتحانات الاستدراكية 48 في المائة، فيما عارضته 52 في المائة؛ وهو ما جعل التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في حيرة أمام حجم الموافقة الكبيرة التي أبداها الطلبة لما أوردته الوزارة، لتقرر خوض خيار التداول في المقترح بشكل ينحصر على القيادات". وأضافت المصادر، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الطلبة قاطعوا التصويت بشكل كبير، حيث من أصل 1700 طالب في كلية العلوم بالرباط، حضرت 1000 فقط"، مشددة على أن "التقارب في نسبة الرافضين والموافقين ودنو أجل الامتحانات الاستدراكية التي لم يعد يفصل الطلبة عنها سوى 10 أيام فرضا التعاطي بسرعة". وأوضحت المصادر نفسها أن "المقترح الوزاري جاء بعديد الإيجابيات، خصوصا في علاقته بالقطاع الخاص؛ فقد منع المتعلمون بالمؤسسات الخصوصية من اجتياز المباريات الداخلية، كما سُمح لهم باجتياز مباريات الإقامة لكن مع رفع عدد المناصب بقدر وصل 150 مقعدا هذه السنة، و450 مقعدا خلال السنوات المقبلة، مع عودة النسبة العادية سنة 2023". وشددت مصادر هسبريس على أن "طلبة القطاع الخاص لن يجتازوا التداريب في المستشفيات العمومية، كما سيتم إشراك التنسيقية الوطنية على مستوى وضع نظام الدراسات المستقبلي"، مسجلة أن "الوزارة وافقت على 25 نقطة طرحها طلبة الطب في وقت سابق؛ ومن ضمنها أيضا الزيادة في المنحة المخصصة لطلبة السنة السابعة". وطوال فترة المقاطعة، لجأ طلبة الطب إلىى تنظيم ورشات التكوين الذاتي، والتي استفاد منها جميع طلبة الكليات من أجل استدراك الدّروس الجامعية التي تعذّر عليهم حضورها، حيث ينظمونها ويُشرفون عليها بأنفسهم، بالمكتبات والحدائق العمومية والمقاهي الأدبية، بعد أن فوجئوا بإقفال قاعات القراءة بالكليات أمام مبادرتهم؛ وهو الشّيء الذي دفعهم إلى البحث عن أماكن بديلة.