لفظت طفلة أنفاسها الأخيرة بالمركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بورزازات، قادمة إليه من دوار هودا بجماعة تغبالت، إقليم زاكورة، عقب إصابتها بلسعة عقرب سامة؛ وذلك بعد قطعها مسافة تقدر بحوالي 200 كيلومتر، جابت خلالها المستوصف الجماعي لتغبالت، والمستشفى الإقليمي لزاكورة. ووفق المعطيات التي وفرتها مصادر من أسرة الضحية فإن الأمر يتعلق بالطفلة المسماة قيد حياتها رجاء أزخنا، والتي كانت تتابع دراستها في السنة السادسة ابتدائي، وكانت تعرضت للسعة عقرب يوم الخميس الماضي بمنزل أسرتها الكائن بالدوار المذكور، ونقلت إلى المؤسسة الصحية بجماعة تغبالت، وبعدها إلى زاكورة وورزازات، حيث كانت ترقد إلى أن توفيت. وتبعا للمصادر ذاتها فإن الطفلة رجاء فارقت الحياة بسبب غياب المصل المضاد لسم العقارب بالمؤسسة الصحية الواقعة بجماعة تغبالت، وبالمستشفى الإقليمي لزاكورة، بالإضافة إلى بعد المسافة الفاصلة بين مسقط رأسها ومدينة ورزازات. حسن، أحد أقارب الطفلة الضحية، قال في تصريح لهسبريس إن الأسرة نقلت رجاء مباشرة بعد تعرضها للسعة عقرب إلى مستوصف تغبالت، لكنها لم تجد به أحدا، فنقلتها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي لزاكورة، وهناك فحصها طبيب وأعطاها دواء "AMOXILE"، وأمر الأسرة بالعودة إلى ديارها لكون الحالة الصحية للطفلة تحسنت، مضيفا أن الأسرة رفضت إرجاعها إلى المنزل، لكن بعد إصرار الطبيب على أن حالتها تحسنت امتثلت لأوامره، وفق تعبيره. وأضاف حسن أن الأسرة، وبعد عودتها من زاكورة ووصولها إلى تغبالت، تبين لها أن الطفلة مازالت تعاني من مضاعفات السم، فقررت نقلها إلى مستشفى سيدي حساين بورزازات، إلا أن الموت لم يمهلها وقتا طويلا، لتفارق الحياة، "تاركة وراءها رسائل مؤثرة عن أطفال الجنوب الشرقي الذين يعانون من هذه السموم الخطيرة"، وفق تعبيره. سعيد اكونتر، محام بهيئة مراكش مقرب من عائلة الطفلة الضحية، قال في تصريح لهسبريس: "نجدد أسفنا الشديد لاستمرار نزيف ضحايا لسعات العقارب في المنطقة، وبالخصوص جماعة تغبالت التي شهدت حوالي أربع حالات وفاة في الآونة الأخيرة؛ اثنتان منها في العائلة المكلومة نفسها". وأضاف المتحدث ذاته أنه رغم العدد الكبير من المصابين بلسعات العقارب، لم تلاحظ الساكنة أي رد فعل مناسب من المسؤولين، علما أن السلطات المحلية تعاملت بإيجابية مع هذه الحالة، ووعدت بتحقيق المطالب المشروعة للساكنة بهذا الخصوص، موضحا أن هذه المطالب تتمثل في توفير الأمصال المضادة للسعات العقارب في تغبالت وتزارين وزاكورة، وتوفير طبيب في مستوصف تغبالت وممرضين على الأقل، مع ضرورة التنسيق مع وزارة الصحة لمحاربة هذه الحشرة القاتلة. وفاة الطفلة رجاء أخرجت ساكنة تغبالت وضواحيها منذ الإثنين للاحتجاج، للمطالبة بضرورة إنهاء معاناة ساكنة المنطقة مع هذه الحشرة السامة، وتوفير الأمصال الضرورية. وكشف مصدر غير راغب في كشف هويته للعموم أن هناك تنسيقا بين ساكنة الجماعات الثلاث المشكلة لقيادة تزارين للخروج إلى الشارع بداية الأسبوع المقبل. ومن أجل استقاء تعليق المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، محمد الغفيري، اتصلت به هسبريس، إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية.