وسط "عاصمة فكيك"، شرعت الوحدة العسكرية اللواء الثالث عشر المحمول للمشاة التابعة للحامية العسكرية بمدينة بوعرفة في عملية انتقاء وإدماج أول فوج للخدمة العسكرية، حيث شهد مركز الاستقبال في الثكنة العسكرية، صباح الإثنين، التحاق المجندين المدعوين لاستكمال إجراءات الترشح قبل قبولهم في السلك العسكري. التحاق المدعوين للخدمة العسكرية استعدت الثكنة التابعة للقوات المسلحة الملكية، التي تتشكل من صفوة النخب العسكرية، من أجل استقبال 192 من المجنّدين ضمن أول فوج للخدمة العسكرية الإجبارية، والذي يَنْشطر إلى دفعتين أساسيتين على مدى يومين؛ إذ جرى استقبال 117 من المجندين خلال اليوم الأول (الإثنين)، ويرتقب أن يتم استقبال 75 في اليوم الثاني (الثلاثاء)؛ كما ستتم إضافة يومي الأربعاء والخميس لاستكمال إجراءات التسجيل. المجنّدون الذين التحقوا بالوحدة العسكرية سالفة الذكر سيتم إرسالهم إلى مدينة جرسيف بغية تلقينهم التكوين النظري الشمولي الأساسي، قبل أن يعودوا إلى ثكنة اللواء الثالث عشر المحمول للمشاة بهدف استكمال التكوين العملي المتخصص، وذلك بعد حصر اللوائح النهائية للمقبولين بصفة نهائية في الخدمة العسكرية الإجبارية، التي ستبتدئ في الأول من شتنبر من سنة 2019. الحافلات التي أقلّت المدعوين للخدمة العسكرية، الذين التحقوا بالوحدة العسكرية بمدينة بوعرفة، انطلقت من مجموعة من نقط التجمع؛ هي فكيك وتندرارة وتالسينت، من أجل اجتياز مختلف الفحوصات الطبية والإجراءات القبلية المُصاحبة لعملية الانتقاء الأولي، إلى حين الوصول إلى مرحلة اللجنة المختصة التي تبت في قرار قبول المدعو للخدمة العسكرية من عدمه، وذلك تحت إشراف نخبة من الأطر العسكرية التي تحصر لوائح فوج المجندين برسم سنة 2019-2020. المجنّدون الذين توصلوا بأمر الالتحاق بالوحدة العسكرية لمدينة بوعرفة تتوزع رتبهم العسكرية إلى جنود الصف بالنسبة لغير الحاصلين على شهادة البكالوريا، ورتبة ضباط الصف للحاصلين على شهادة البكالوريا، بينما سينال المجنّدون الذين يتوفرون على تعليم جامعي يصل إلى ثلاث سنوات فما فوق (إجازة أساسية) على رتبة ضابط، بحيث سيتلقون مختلف المعارف العسكرية الأساسية في المرحلة الأولى من التكوين، ليتم إدماجهم في العمل الميداني خلال المرحلة الثانية تبعا لمؤهلاتهم. انتقاء المؤهلين للتجنيد العسكري في هذا الصدد، قال الليوتنان كولونيل محمد صدقي، من اللواء الثالث عشر المحمول للمشاة، إنه "تنفيذا للتعليمات السامية للملك القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، انطلقت عملية انتقاء وإدماج المجندين في إطار الخدمة العسكرية برسم سنة 2019-2020، إذ شهد مركز الاستقبال باللواء الثالث عشر المحمول للمشاة، التابع للحامية العسكرية لبوعرفة، صباح يوم 19 غشت، توافد أعداد من الشباب المدعوين لاستكمال إجراءات الترشح قبل قبولهم في سلك العسكرية". وأضاف المسؤول العسكري، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "جوانب المركز سوف تعرف استدعاء المدعوين للتجنيد، وذلك على مدى أربعة أيام، حيث سيخضع المرشحون للفحوصات الطبية قبل انتقاء المؤهلين، وإرسالهم إلى القواعد العسكرية المنتشرة على الصعيد الوطني، إذ تمّ نشر 17 وحدة عسكرية على ربوع المملكة تمت تعبئتها من طرف القوات المسلحة الملكية". وشهدت الوحدة العسكرية، خلال الساعات الأولى من يوم الإثنين، توافد المدعوين للخدمة العسكرية الإجبارية الذين يتحدرون من مدينة بوعرفة. وقارب عدد الملتحقين نحو الأربعين في صباح اليوم عينه، بينما وصلت الحافلات التي تُقل بقية المجندين القادمين من مختلف نقط التجمع في حدود الساعة الواحدة زوالا، ليتم تقسيم المجندين إلى عدة مجموعات يرافقها مؤطر عسكري. وكان في استقبال المدعوين للخدمة العسكرية الإجبارية باللواء الثالث عشر المحمول للمشاة كل من الكولونيل ماجور قائد الحامية العسكرية بوعرفة-فكيك، والكولونيل ماجور قائد الفوج الثالث عشر، بالإضافة إلى رئيس المصالح الجهوية للتموين العسكري، إلى جانب طبيب بيطري، قبل أن يلتحق المجندون بقاعات تناول الغذاء التي حرصت الوحدة العسكرية على إعدادها سلفاً، بحيث تضمنت وجبات غذائية مُشابهة لتلك التي تُقدّم للأطر العسكرية في الثكنة. فضاءات بيداغوجية وتقنية متطورة تتوفر الوحدة العسكرية على مجموعة من المرافق والفضاءات المتنوعة، بغية ضمان تكوين شامل وكامل، ضمنها القاعات الرياضية والمرافق الصحية وفضاءات الترفيه وقاعات الدراسة. وتشترك هذه الفضاءات كلّها في أنها مجهزة بأحدث الوسائل التقنية والبيداغوجية التي خُصصت لهذا الفوج الأول في مدينة بوعرفة، فضلا عن عمارتين تتشكلان من 300 غرفة للنوم مقسمة حسب طبيعة الرتبة العسكرية. وتسهر أطر عسكرية على مداومة ليلية دائمة على طول الخدمة الإجبارية بغرض توفير مختلف الظروف الملائمة للمجنّدين. وبمجرد وصول المدعو للخدمة العسكرية داخل مركز اللواء الثالث عشر المحمول للمشاة فإنه يمرّ عبر مجموعة من المراحل المختلفة التي تبتدئ بمرحلة الاستقبال؛ إذ ينتظر المجنّد في قاعة انتظار يخضع فيها لتفتيش كامل يشمل الهواتف النقالة والسجائر والممنوعات والوجبات الغذائية وغيرها، لينتقل إلى قاعة أخرى للتحقق من وثائق الهوية واستكمال إجراءات التسجيل القبلي. هشام حماني، مدعو للخدمة العسكرية من مدينة عين بني مطهر الواقعة في الجهة الشرقية، قال إنه جاء إلى مدينة بوعرفة بغية اجتياز الخدمة العسكرية الإجبارية، مبرزا أنه اجتاز المرحلة الأولى التي تضمنت التحقق من وثائق الهوية والتسجيل القبلي، وزاد: "أعجبتني الخدمة العسكرية التي أريد تأديتها لأنها واجب وطني، ونتمنى أن تمرّ باقي المراحل بخير". حصر لائحة فوج المجنّدين أما المرحلة الثانية فتتعلق بالتحقق الطبي الذي يشمل إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية المتنوعة الهادفة إلى ضبط الحالة الصحية لكل مدعو للخدمة العسكرية، من بينها فحوصات النظر والوزن والطول والتحاليل المختلفة، لينتقل بعدها إلى قاعة يوجد فيها العديد من الأطر الطبية العسكرية الذين يشرفون على تحديد الحالة الصحية لكل مجنّد عسكري. بينما تتجسد المرحلة الثالثة والأخيرة في اللجنة التي تشرف على القبول النهائي للمدعو للخدمة العسكرية الإجبارية، بحيث يتم التحقق من هويته مرة ثانية، لتعمد اللجنة إلى طرح مجموعة من الأسئلة المختلفة على المجنّد؛ من قبيل دوافع التحاقه بالخدمة العسكرية الإجبارية والعمل الذي يزاوله أو طبيعة دراسته وغيرها، من أجل معرفة ارتسامه بخصوص الخدمة العسكرية. بدوره، أكد عبد المجيد دحماني، مدعو للخدمة العسكرية في مدينة بوعرفة، أنه توصل باستدعاء الخدمة العسكرية الإجبارية، ليلتحق بعدها بالثكنة العسكرية في المنطقة، مردفا: "جرى الاستقبال على نحو جيّد، بما في ذلك اللجنة النهائية التي خرجت منها للتوّ"، مشددا على أنه "يتمنى قبوله في الخدمة العسكرية في أفق الالتحاق بصفوف القوات المسلحة الملكية بعد اجتياز سنة التجنيد". وخلال هذا المسار كلّه فإن ملفات المدعوين للخدمة العسكرية في مركز اللواء الثالث عشر المحمول للمشاة، برسم سنة 2019-2020، تكون مغلقة خلال جميع المراحل المختلفة، بحيث لا يطلع أي شخص على فحوى المضامين التي تم تسجيلها للمجنّد، والتي لا يتم إطلاعه أيضا عليها إلى حين وصوله إلى اللجنة النهائية.