استقبلت شوارع العاصمة الرباط جارا جديدا هو تمثال "الحصان" للفنّان الكولومبي فرناندو بوتيرو، الذي من المرتقب أن يستوطن باحة متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر في السنوات الأربع القادمة. وتُجاوِرُ هذا العملَ الفنيَّ، الذي يبلغُ طوله ثلاثة أمتار، ويصل وزنه إلى طُنَّين من البرونز، منحوتَتَان أُخريان، إحداهما للفنانة المغربية إكرام قباج، والأخرى للفنّان السينغالي الراحل عثمان سو، وتدعو جميعها إلى اكتشاف الفنّ والإبداع خارج أسوار متحف محمد السادس، الذي يستعدّ، مع مجموعة من المؤسّسات الفنية والثقافية والأمنية، المغربية والدولية، لاستقبال "بينالي" الرباط شهر شتنبر المقبل. فاطمة الزهراء خليفي، مسؤولة في متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، قالت إن في استقبال منحوتة "الحصان" للفنان العالمي فرناندو بوتيرو إبرازا ل"مغرب جِدَّ غنيّ وجِدِّ متعدّد، ومستعدٍّ لاستقبال كلّ أنواع الفنون، بمختلف أشكالها". وأضافت أنّ هذا الفنّان عُرِضت منحوتاته في الكثير من العواصم العالَميّة كطوكيو وبرلين ومكسيكو وباريس. ووضّحت خليفي أن الفنّان بوتيرو معروفٌ بأحجامه المثيرة وضخامة أعماله، مشيرة إلى أنَّ أعمالَه لا تمثّل وضعيات نفسية أو أحاسيس ومشاعر. وزادت قائلة إنّ "المغرب ثاني بلد، بعد الإمارات العربية المتحدة، الذي يعرض منحوتة بوتيرو هاته"، وهو ما رأت فيه "فرصة مهمّة لنا وللمغرب، لأن الفنان وثق فينا، وقدّم لنا عمله لعرضه". وتحدّثت خليفي عن "البهجة الكبيرة" بأن يكون بوتيرو معروضا بالمغرب في باحة متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر. وأبرزت ما يعكسه هذا الإقراض، الذي سيستمرّ أربع سنوات، من "ثقة صاحب هذا العمل في متحف محمد السادس، وفي المؤسّسة الوطنية للمتاحف". وربطت المتحدّثة عرض هذه المنحوتات خارج المتحف بالإعداد ل"بينالي" الرباط، مضيفة "يشبه هذا تهيئة للمغاربة بأن يخرج المتحف إلى الناس لا أن يأتوا إليه فقط، وحتى يَأْلفوا هذه المنحوتات، ويعرفوا أنّ هذا أمر فنيّ يخصّنا ويخصّ العالم بأسره، لأن الأعمال الفنية يمكن أن تُسعِدَنا بمجرَّد النَّظر إليها". وأكّدت خليفي أن عرض منحوتات لفنّانين مثل بوتيرو بشوارع الرباط "يزيدُ، ويبيّن، ويعزّز الثقافة والأمان الموجودَين في المغرب"، لأن "عرض منحوتات عالمية أمام منحوتات مغربية في الوقت نفسه شيء هائل، وطاقات لا تُتَصوَّر، تعمل عليها وتوفّرها المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف محمد السادس". وذكر بلاغ للمؤسّسة الوطنية للمتاحف أن في وضع هذه المنحوتات ترجمةٌ لإرادة الملك محمد السادس في جعل الفنّ متاحا أكثر. وأضاف أن في وضع هذه المنحوتات دعوةٌ إلى اكتشاف مجموعة متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، من الخارج، ودعوة أيضا إلى اكتشاف الفضاءات المحيطة بها، مستحضرا "تعدّد الفضاءات التي تسمح بولوج أفضل للساكنة إلى الثقافة، وتعطي وجها جديدا للمُدُن المغربيّة". ووضّح البلاغ نفسه أنّ هذا العمل يتمّ "انطلاقا من اقتناع بكون الفن الحرّ والمتاح يغيّر الفضاء العمومي، ويساهم في تجميله"، مضيفا أن الفنّ في الأماكن العمومية ينير اليوميَّ، ويخلُقُ إحساسا بالانتماء، ويصبح قوّة لتغيير المشهَد الحضَري. وهو ما دفع رئيس المؤسّسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي إلى أن يقول لهسبريس إن في عرض هذه المنحوتات خارج متحف محمد السادس "خروجا للفنّ إلى الشارع؛ لكي لا يبقى الفن والثّقافة في المتاحف المُغلَقَة، بل ليخرُجا، حتى يُزَيِّنا بلاد المغاربة".