أتى حريق مهول على المئات من أشجار النخيل، بواحة أولاد عيسى بأوفوس ضواحي مدينة الرشيدية؛ فيما ظروف اشتعالها مازالت غامضة، والأبحاث جارية من أجل تحديد أسبابها. وكشف عدد من أبناء واحة أولاد عيسى أن أحد المسنين البالغ من العمر 68 سنة، ويدعى قيد حياته "بارزوق"، عثر عليه جثة هامدة، وفي يده "سعف" النخيل، وعليه آثار الدخان وحروق طفيفة، مؤكدين أن الهالك كان يحاول إطفاء النيران، إلا أنه تعرض للاختناق بسبب الدخان الكثيف. وشددت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن حوالي 1000 نخلة التهمتها النيران الكثيفة التي اشتعلت في ظروف غامضة، موضحين أن المجهودات المبذولة من لدن السكان والسلطات المختصة حالت دون انتشار النيران في باقي الواحات، مبرزين أن "الرياح وارتفاع درجة الحرارة ساهما في اتساع رقعة الحريق". وعرفت عدد من واحات منطقة أوفوس، الواقعة بالقرب من مدينة الرشيدية، خلال الأسابيع الأخيرة، اشتعال النيران فيها وتسببت في خسائر مادية كبيرة للفلاحين، خصوصا في أشجار النخيل. حسن أمحار، فاعل حقوقي بأوفوس، دعا السلطات الولائية ووزارة الفلاحة إلى تشكيل لجنة تعمل على إعداد برنامج عمل لحماية واحات أوفوس وضواحيها، مشيرا إلى أن هذه الفاجعة البيئية تتكرر مرة كل أسبوع لأسباب مجهولة، وفق تعبيره. وأضاف الحقوقي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الجهات المسؤولة مدعوة إلى البحث عن أسباب هذه الحرائق وإيجاد لها الحلول التي يمكن أن تساهم في الحد من هذه الحرائق، مشيرا إلى أن النخيل يعد إرثا طبيعيا يستحق العناية والحماية من طرف الجميع، كونه يشكل رأسمالا ماديا ورمزيا بالمنطقة.