لا يزال ملف ترحيل سوق الدواجن الموجود بالحي المحمدي في الدارالبيضاء يعرفا تأخرا كبيرا، إذ في الوقت الذي كان يفترض أن يتم ترحيله إلى عين جمعة بالنفوذ الترابي لجماعة أولاد عزوز بإقليم النواصر، بعد ستة أشهر، لا يزال العديد من المهنيين والسكان يستغربون من هذا التأخير. وسبق لمجلس جماعة الدارالبيضاء أن صادق، في إحدى دوراته، على ترحيل السوق الذي يشكل كارثة بيئية وسط العاصمة الاقتصادية وتسبب في أمراض عديدة للسكان في مدة لا تتجاوز ستة أشهر؛ غير أن الخطوة لم تحقق إلى حدود اليوم، ما أثار غضبا في صفوف المواطنين الذين باتوا يرفضون وجود هذا النشاط الاقتصادي وسط التجمعات السكنية. وأكد عدد من المهنيين، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المسؤولين بالجماعة الحضرية لم يتواصلوا بعد معهم بخصوص الرحيل صوب جماعة أولاد عزوز، ولا يعرفون أي شيء عن هذه الخطوة؛ وهو ما يؤكد استمرارهم لأشهر أخرى في العمل في سوق الجملة بالحي المحمدي. كما عبّر بعض باعة التقسيط في الدواجن داخل السوق عن كونهم يجهلون مصيرهم، ولا علم لهم بما إن كان الرحيل من المكان المذكور يتعلق بباعة الجملة أم بكل الموجودين بداخله. واعتبر أحد أعضاء لجنة التتبع الخاصة بسوق الجملة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ملف سوق الدواجن يعرف عشوائية في التدبير والتسيير؛ ذلك أن اللجنة المذكورة لم تعقد أي اجتماع، ولا تعرف بدورها أي تطورات بخصوص سوق الدواجن. وسبق أن تقرر ترحيل هذا السوق إلى دوار عين الجمعة الموجود بجماعة أولاد عزوز بإقليم النواصر، بعدما كان مقررا أن يرحل إلى دوار لعسيلات. وقد جرى تخصيص غلاف مالي من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري، ومجلس الدارالبيضاء وبعض الجمعيات المهنية؛ فيما خصصت وزارة الفلاحة المساحة الأرضية التي سيشيد عليها السوق. ويعد سوق الدواجن بالحي المحمدي كارثة بيئية بكل المقاييس يشتكي منه السكان منذ سنوات، بسبب الروائح الكريهة التي يتسبب فيها يوميا، إذ تسبب في أزمة كبيرة للمقاطعة التي تعد الأكثر كثافة سكانية، مع قاطني الأحياء المجاورة، والذين كانوا يقدمون شكايات يومية إلى المسؤولين من أجل وقف الأضرار الناجمة عن السوق. وعبّر عدد من المواطنين عن تذمرهم من استمرار السوق في نفس المكان، بالقرب من معتقل مولاي الشريف السابق، خاصة أن الروائح الكريهة تزكم الأنوف وتتسبب في أمراض عدة للساكنة وأطفالهم. ولا يزال السكان القاطنين ضمن النفوذ الترابي لمقاطعة الحي المحمدي يعيشون على وقع روائح كريهة تخنق المارة، وتحول حياة قاطني العمارات المجاورة إلى وبال، إذ إن العديد منهم أصيبوا بأمراض الحساسية والعيون؛ وهو ما دفع الكثيرين منهم إلى بيع منازلهم وتغيير مقرات سكناهم، حفاظا على ما تبقى من صحتهم.