لقد أثرت الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين، وكذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" غير المنظم، على الاقتصاد الألماني وسط تعثر ركيزتيه، الإنتاج الصناعي والصادرات. ويأتي تأكيد أسوأ التوقعات لأكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء المقبل، عندما يتم نشر معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من العام، وهو ما يضعه كافة المحللين تقريبا في المنطقة السلبية. حيث تشير المؤشرات الرئيسية التي صدرت في الأسابيع الأخيرة إلى نفس الاتجاه. وأفاد مكتب الإحصاء الألماني الفيدرالي يوم الجمعة الماضي بأن الصادرات الألمانية انخفضت بنسبة 8% على أساس سنوي في يونيوالماضي، وهو أكبر انخفاض في 3 سنوات. كما أثارت بيانات الإنتاج الصناعي لشهر يونيو الماضي، والتي صدرت يوم الأربعاء الماضي، القلق أيضا، حيث وصل معدل الانكماش على أساس سنوي إلى 5.2%، وهو الأكثر تراجعا في عقد من الزمن بالنسبة لقطاع أساسي من الاقتصاد الألماني يمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي. وكان القطاع الخاص قد حذر بالفعل من تباطؤ الاقتصاد، حيث انخفض مؤشر ثقة معهد (Ifo)، وهو مؤشر اقتصادي رئيسي، في يوليوز إلى 95.7 نقطة، وهو الانخفاض الرابع على التوالي وأسوأ معدلاته منذ أبريل 2013. وتجدر الإشارة إلى أن شركتي (دايملر) المصنعة لسيارات مرسيدس وشيفلر- أكبر مورد للمكونات وقطع الغيار- خفضتا توقعات أرباحهما للعام بأكمله؛ كما أعلنت مجموعة فولكس فاغن، التي زادت أرباحها في النصف الأول من العام، عن خطط لتقليص المصروفات وتقليص عدد الموظفين. وتوقعت مراكز دراسات اقتصادية مختلفة والبنك المركزي في البلاد أن ينكمش الاقتصاد الألماني في الربع الثاني من هذا العام، ويشير البعض إلى أن هذا الوضع سوف يتكرر في الربع الثالث، وهو ما سيجعل أكبر اقتصاد أوروبي في حالة ركود. وتتوافق الأسباب كلها مع الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين، التي أطلقها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والفوضى المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي من المرجح أن تتم دون اتفاق مع رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون. ومع ذلك، تعتبر الحكومة الألمانية أنها مجرد عثرة مؤقتة، ولا ترى أنه من المناسب تفعيل التدابير المالية لإعادة تنشيط الاقتصاد.