في سرية تامة، أحال أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، على أعضاء مجلس الأمن قائمة بأسماء أبرز المُرشحين لخلافة هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية المستقيل من منصبه، بعد حوالي ثلاثة أشهر على الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني السابق. وأحاط الأمين العام للأمم المتحدة قائمة المُرشحين، التي وضعها على طاولة أعضاء مجلس الأمن الدائمين قصد التداول في شأنها، بسرية تامة دون أن تتسرب أي معلومات من أروقة الأممالمتحدة حول اللائحة التي اختارها غوتيريس. مصدر دبلوماسي من وزارة الشؤون والخارجية والتعاون الدولي قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكتورنية إنه "لا علم لمصالح الوزارة بأبرز المرشحين لخلافة هورست كولر"، مؤكدا أن الأممالمتحدة "لم تجر أي استشارة مع المغرب بخصوص ملامح المبعوث الجديد إلى الصحراء المغربية". ويُرتقب أن تُعلن منظمة الأممالمتحدة عن خلف هورست كولر في شهر شتنبر المقبل، قبل تقديم غوتيريس لتقريره نصف السنوي حول التمديد لبعثة "المينورسو" في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر المقبل. وفي الوقت الذي تستعجل فيه "البوليساريو" بتعيين المبعوث الأممي الجديد، أوضحت المصادر الدبلوماسية ذاتها أن "موقف المغرب من نزاع الصحراء المغربية واضح كما حدده جلالة الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة، ولن يخرج عن هذا الإطار، سواء مع المبعوث الأممي القديم أو المرتقب تعيينه". وشدد المصدر ذاته على أن "التجارب علمتنا أن أي مبعوث أممي لن ينجح في مهمته بدون وجود رغبة حقيقية للجارة الجزائر في حل نزاع الصحراء المغربية"، موردا أن "دور مبعوث غُوتيريس هو محدود كوسيط أممي، ويكمن في نقل مواقف أطراف النزاع وتجميعها وتقريب وجهات النظر، وبالتالي فإنه لا يمتلك عصا سحرية". ويبدو أن الأممالمتحدة واعية بأن تعيين مبعوث أممي في المرحلة الحالية لن يقدم أي شيء إلى ملف الصحراء، في ظل استمرار حالة الغليان في الجزائر منذ فبراير 2019. وكانت اللقاءات التي عقدها المبعوث الأممي السابق في جُنيف فشلت في إخراج ملف الصحراء من جموده، وزاد الأمر تعقيداً تزامن المحادثات مع الحراك الجزائري والإطاحة بكبار المسؤولين في الجزائر؛ وهو ما ظهر من خلال حضور، في كل لقاء من اللقاءات السابقة، وزير خارجية جزائري جديد. وتؤكد الإشارات القادمة من "قصر المرادية" استمرار الجزائر في نفس مواقفها العدائية تجاه المملكة المغربية، على الرغم من تجديد الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش دعوته الجزائر إلى طي خلافات الماضي والتوجه إلى المستقبل، لما فيه مصلحة الشعبين الجارين.