منذ مدة ليست بالبعيدة، خاطب ترامب عضوات الكونغريس ملونات البشرة، بأسلوب عنصري فصيح، قائلًا إنهن جئن من بلدان مختلفة، ولكن عليهن العودة إلى بلادهن لإصلاحها بدلًا من القلق بشأن السياسة الأمريكية! وهذه –طبعا- ليست طلعة ترامب العنصرية الأولى، بل سبقتها طلعات مشابهة ضد المسلمين وأقوام آخرين، إلى درجة أن بعض المُحللين اتّهم ترامب بتغذية الإرهاب اليميني في الغرب، والذي كان من ضحاياه، مسلمون بنيوزيلندا. افتراضا، إذا ما قبلنا مقولة ترامب العنصرية، وأن ساكني الأرض الأمريكية المهاجرين إليها، ينبغي أن يرحلوا وأن يعودوا من حيث أتوا أول مرة، فإن هذا المنطق الترامبي العنصري ينطبق عليه كذلك ! حسب موسوعة ويكيبيديا، فإن مواطني الولاياتالمتحدة من أصول أوروبية يشكلون أكثر من 70% من الشعب الأمريكي وتقدّر أعدادهم بأكثر من 275 مليون نسمة، وبالتالي فعليهم الرحيل والعودة إلى أوروبا كل من حيث أتوا ! وبالمنطق الرياضي وحيث إن ترامب عنصر من هذه المجموعة، فينبغي له الرحيل والعودة إلى ألمانيا، حيث يُقال إن جده كان يعيش هناك: فالأرض للهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين . وهكذا، يحتفظ الهنود الحمر بأرضهم المسلوبة استعمارا، بالقوة والحديد والنار، حيث تم إبادة شعب بأكمله ومن نجا تم تهميشه وتهميش ثقافته وحضارته ولغته ... وأما السود فلا تطبق عليهم هذه القاعدة، كونهم ضحية استبداد الرجل الأبيض الأوروبي الذي رحلهم عن بلادهم قصرا، وصَيّرهم عبيدا يعملون ويشتغلون في المزارع الأمريكية بلا ثمن سوى قشرة خبز وكأس ماء... وهكذا، فإن قضية السود في أمريكا مشابهة لقضية الهنود الحمر، وهم المستحقون –حسب المنطق الترامبي- للأرض الأمريكية ... فلتبق إلهان عمر وأخواتها النائبات، وليرحل ترامب الدخيل ... إذن، ماذا تنتظر يا ترامب؟ ارحل وعد من حيث أتيت، فإن الرايخ الرابع الألماني ينتظرك بشوق كبير!... وهذا دأب العنصريين والنازيين والفاشيين. *الإجازة في الفقه وأصوله ماستر الحوار الديني والحضاري باحث في علاقة أصول الفقه بالرياضيات ومنطقها.