أصبح العالم يتجه نحو العالم الرقمي والعمل عن طريق الأنترنيت أو ما يعرف بFreelance، والتخلي تدريجيا عن التوظيف الكلاسيكي. ويعتبر هذا النمط من العمل فرصة حقيقية ومهمة لامتصاص أعداد كبيرة من العاطلين خريجي المؤسسات التعليمية، وخلق روح المبادرة والمقاولة لدى الشاب المغربي؛ فالنجاح في هذا المجال يحقق أرباحا مهمة للشخص، تقيه شر الفقر والبطالة وتجعل منه فاعلا اقتصاديا مهما. في ظل ترشيد النفقات، أصبحت معظم الشركات العالمية تعتبر العمل عن طريق الأنترنيت اختيارا إستراتيجيا وضروريا، بحيث يوفر هذا النمط من العمل مزايا عديدة؛ من قبيل الحد من النفقات المترتبة عن الوجود بمقرات العمل، والاستجابة لبعض الأوضاع العائلية الخاصة، والمرونة اللازمة لتلبية الاحتياجات من الموارد البشرية، ويجنبها إبرام عقود عمل مع المستخدمين وبالتالي عدم تحمل الشركة أية مسؤولية تجاه المستخدم وبمعنى آخر غير ملزمة باحترام الحقوق القانونية التي يضمنها قانون الشغل للمستخدم. إذن، مصلحة الشركة في تعيين أشخاص يعملون بشكل مستقل (Freelancer)، بحيث تدفع لهم مقابل العمل الذي يؤدونه دون أي التزام من جانبها نحوهم. الشاب، بعد تخرجه من المؤسسة التعليمية، يكون لديه طموح وأمل الحصول على وظيفة يضمن من خلالها دخل قار وبعض الامتيازات والحقوق التي ينص عليها قانون الشغل. كما أن الوظيفة العمومية يصعب عليها استيعاب جميع خريجي المؤسسات التعليمية. والشاب المغربي غالبا ما تكون لديه تخوفات من خلق المقاولة والعمل الحر، وهذا راجع إلى منظومة التعليم التي لا تهتم بزرع روح المقاولة لدى المتعلمات والمتعلمين منذ بداية مشوارهم الدراسي إسوة ببعض الدول التي تعتبر رائدة في مجال التربية والتعليم. والعمل عن طريق الأنترنيت يتم عبر منصات Plateformes تقوم على مبدأ عرض وطلب خدمات في مختلف المجالات كالتصميم، كتابة المقالات، مجال الكتابة وإدخال البيانات، الترجمة، البرمجة، التسويق الإلكتروني، إنشاء المواقع الإلكترونية... من بين هذه المنصات نذكر على سبيل المثال: www.freelancer.com www.fiverr.com www.proz.com www.Translatorscafe.com …… كما نجد العديد من الدروس بشتى اللغات نتعلم من خلالها كيفية العمل على المنصات سالفة الذكر، وهذه الدروس تكون مكتوبة أو عبارة عن فيديوهات على YOUTUBE أو على موقع UDEMY موقع UDEMY هو أيضا عبارة عن منصة لتقديم دروس مجانية أو مدفوعة الثمن. أما الحكومة فهي مطالبة بتشجيع الشباب على اقتحام مجال العمل عن طريق الأنترنيت، من خلال انفتاحها على الأنماط الحديثة للشغل وتحسين القوانين وجعلها مواكبة للمستجدات التكنولوجية بالإضافة إلى برمجة تكوينات جيدة في هذا المجال للخريجات والخريجين. فقط للإشارة المغرب لديه إمكانية مهمة جدا لإنجاح هذه المبادرة، وتكمن هذه الإمكانية في وجود كفاءات مغربية شابة حققت نجاحا كبيرا في هذا المجال يمكن الاستعانة بهم لتقديم تكوينات بجودة عالية والعمل على تمرير خبرتهم لشبابنا.