فضّلت القوّات المسلّحة الملكيّة اقْتناءَ طائرات أبّاتشي الأمريكية AH-64 عوضَ طائرات أتاك T-129 ATAK التّركية، في صفْقةٍ عسكرية غيْر مسبوقة، إذ لا يتوفّر المغرب على أسطول مماثل من نفس طراز هذه الطائرات النّفاثة، وهو ما يُفسّر الاعتماد الكلّي للآلة العسكرية المغربية على السّوق الأمريكية. وفي وقت سابق، أبدى المغرب اهتماماً متزايداً بطائرات أتاك التّركية T-129 ، حيث انتقل ضباطٌ من القيادة العليا إلى تركيا للاطّلاع على المميّزات القتالية لهذا النّوع من طائرات الهيلوكوبتر، قبل أنْ تأتي زيارة الجنرال دو كور دارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، للولايات المتحدةالأمريكية، في أبريل 2018، لتقطعَ الشّك باليقين، ويستقرّ الاختيار على "أباتشي AH-64". وتمثّلُ الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليف الإستراتيجي الأوّل للمملكة والمورد الأوّل للأسلحة، حيث إن 44 في المائة من الأسلحة التي اقتناها المغرب ما بين 2012 و2016 قادمة من أمريكا؛ وهو ما جعلَ الانفتاح على السّوق التركية مغامرة لا يمكن التنبؤ بتبعاتها المستقبلية، خاصة في ظلّ التشنّج الحاصل بين الإدارة الأمريكية ونظيرتها التّركية. ومن المرتقبِ أن تحصلَ المملكة على 24 طائرة هليكوبتر بقيمة إجمالية قدرها 1.5 مليار دولار. ويتمُّ نقلُ الآليات العسكرية الأمريكية إلى المملكة في غضون السّنتين المقبلتين. بينما انطلقت صفقة شراء المروحيات الأمريكية منذ شهور، وسيتمّ تحديد تفاصيلها حالَ توصّل المغرب بالآليات العسكرية. وبالإضافة إلى هذه الصفقة، اشترت المملكة 25 طائرة جديدة من طراز Lockheed Martin F-16C / D Block 72 بقيمة إجمالية بلغت 3.8 مليارات دولار، وطلبت من الولاياتالمتحدة ترقية أسطولها الحالي البالغ 23 طائرة من طراز F-16 بمبلغ 2.985 مليون دولار. كما تشمل المشتريات الأخرى 162 دبابة جديدة من طراز M1A1، و300 قاذفة صواريخ TOW و1800 صاروخ بقيمة 180 مليون دولار. كما يبدي المغرب اهتماماً كبيراً بشراء نظام الصواريخ عالي الحركية (HIMARS)، وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت، وطائرة الاستطلاع G550. ويفتقرُ الجيش المغربي إلى أيّ نظام دفاع جوي بعيد المدى، على عكس الجزائر المجاورة التي اكتسبت في السنوات الأخيرة نظامًا صاروخيًا روسيًا وصينيًا متطورًا للغاية. ويمثّل نظام الصواريخ باتريوت نظاما دفاعيا صاروخيا أرض-متوسط المدى، مصمّما لمواجهة جميع التهديدات الجوية، سواء كانت عبر الطائرات المقاتلة أو بدون طيار، صواريخ باليستية أو حتى صواريخ طوف. يذكرُ أنّ صفقة حصول المغرب على هذه المنظومة ستكون الأولى من نوعها، خاصة أن القوات المسلحة لا تتوفر على أيّ نوع من المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ.