انطلاقا من خصوصيات الفضاء الثقافي لمدينة الصويرة وصيتها الدولي كنموذج للتعدد الثقافي الذي يجمع بين أصناف عريقة من الموسيقى، وانطلاقا من مقوماتها التراثية وأشكالها العصرية، خاصة موسيقى كناوة، وبين الطابع الفني والتشكيلي للمدينة التي تزخر بتجارب هامة في هذا المجال الإبداعي، كانت الدورة الثانية من مهرجان "ألوان موكادور" الدولي فرصة لتثمين هذا التنوع والغنى الثقافي عبر مجموعة من الفقرات والأنشطة التي استضافت العديد من الفنانين الموسيقيين والتشكيليين من المغرب ودول أجنبية، عبر معارض جماعية وورشات فنية مشتركة أبرزت بعض جوانب التفاعل الإبداعي والتكامل الثقافي. ويأتي تنظيم هده الدورة بمناسبة عيد العرش، بدعم من عمالة إقليمالصويرة، والمجلس الجماعي والمديرية الإقليمية للثقافة والمديرية الإقليمية للشباب والرياضة، وجمعية الصويرة موكادور، في إطار تصور يسعى، حسب مدير المهرجان عبد الفتاح لوقيد، إلى تنمية قدرات المواهب الشابة وتمكينها من الخبرات الفنية المُشبعة بروح الإبداع، وفق أسس ومصوغات تنهل من القيم الإيجابية والنظرة المتفائلة للحياة، كما يسعى إلى الارتقاء بالحس الفني والجمالي والتنقيب عن منابع وأصول فن الجمال في التراث المغربي العريق، واستثماره بشكل أمثل في الترويج لغنى وتنوع الثقافة المغربية. وكانت فضاءات دار الصويري والفضاء الجمعوي للثقافة والإبداع ودور الشباب، على امتداد أربعة أيام، مسرحا لفقرات برنامج هذه الدورة التي تضمنت ورشات أعمال جماعية وورشات فنية تشكيلية لصقل المواهب الصاعدة من الأطفال والشباب من شتى مدن المغرب، وكذا أبناء الجالية المقيمة بالخارج، تحت إشراف عدد من الفنانين التشكيليين. كما تم إنشاء فضاء لعرض تجارب عدة فنانين مغاربة وأجانب اشتغلوا على تيمة "موسيقى كناوة"، من خلال تناول الجوانب الجسدية والحركية والرمزية للرقصة وأبعادها الجمالية. واختتمت هذه الفقرات بحفل فني جمع بين الموسيقي والتشكيل في شكل عرض "برفورمونس" توج إمكانيات وأشكال الحوار الإبداعي بين هذه الأجناس الفنية التي تميز فضاء موكادور.