وضع مقلق بخصوص منسوب الوعي لدى المغاربة تجاه مرض التهاب الكبد الفيروسي، الذي يُصادف الاحتفال بيومه العالمي في 28 يوليوز من كلّ سنة؛ وهو ما جعل جمعية "إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي" تدق ناقوس الخطر بشأنه، مساء أمس، داعية إلى تشجيع عمليات الوقاية ودعمها، وطرق تشخيص المرض وعلاجه، ونبهت إلى أنه "رغم الجهود المبذولة تبقى علاجات الفيروس محدودة". وفي هذا الصدد، قال البروفيسور جميل إدريس، رئيس الجمعية، إن "المرض فتّاك للغاية، حيث يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، في حالة لم تتم معالجته في الوقت المناسب"، مشيرا إلى كونه "يتميز بانتشاره الكبير، لأنه يندرج ضمن الأمراض الصامتة التي ليست لديها أي أعراض كلينيكية، وهو مكمن الخطر في الحقيقة، على اعتبار أن الحالات قد تكون متطورة، نتيجة تأخر الكشف المبكر". وأضاف البروفيسور جميل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "لا توجد إحصائيات دقيقة في المغرب، بفعل غياب عمل ميداني دقيق، لكن وزارة الصحة شرعت في برنامج وطني، خلال الأشهر الأخيرة، يتغيّا تحديد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، حتى تتمكن من إعطاء فكرة شمولية حول أعداد المصابين بالمرض من نوع B و"C. ويقصد بالتهاب الكبد الفيروسي، حسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية، التهاب الكبد الناجم عن التهاب فيروسي؛ وهو مرض صامت لا يتم الحديث عنه كثيرا، بينما يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، حيث ينتقل عبر العدوى، من خلال استهلاك الأغذية والمياه الملوثة، وملامسة الدم أو سوائل الجسم الأخرى لشخص مصاب، وكذلك استعمال الحقن غير المعقمة، ويمكن أيضا أن ينتقل بواسطة بعض الممارسات الجنسية. وأوضح البروفيسور جميل أن "نسبة المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي قد تصل إلى اثنين في المائة؛ أي الذين ظهرت عليهم علامات أمراض التهاب الكبد، بينما قد لا يعرف نحو ثمانين في المائة أنهم مصابون بالأساس"، مؤكدا أن خطورة المرض "تكمن في تطوره إلى حالات تشمع الكبد أو سرطان الكبد، التي لا يمكن علاجها للأسف". وتابع الاختصاصي ذاته قائلا: "نركز على الوقاية لتفادي الإصابة بأمراض فيروس الكبد، لكن هنالك حالات تظهر من جديد، بفعل العدوى التي تنتشر بين الناس، الأمر الذي يستحيل معه القضاء على جميع الحالات بصفة نهائية". وأضاف أن "العلاجات التقليدية في البوادي وبعض المناطق قد تؤدي إلى الإصابة بالمرض، لأن الأدوات تكون غير معقمة"، مشيرا إلى "توفر إمكانات العلاج العصرية للقضاء عليه في أفق سنة 2030".