مع اقْترابِ عيد الأضحى، يتوجّسُ الكثيرُ من المغاربة المقيمين في ثغريْ سبتة ومليلية السّليبين من تكْرارِ سيناريو السّنة الماضية، بعدما منعت السّلطات الإسبانية دخولَ "أكباش العيد" إلى المدينتين المحتلتين، بمبرّر "تفادي إلحاق الأذى بصحة المواطنين، وكذا الإصابة بفيروس الحمى القلاعية". وقد يؤدّي ارتفاع حالات إصابة المواشي والأغنام بمرض الحمى القلاعية إلى تأجيل المصادقة على سماح "أكباش العيد" القادمة من المغرب بالدّخولِ إلى مليلية وسبتة السّليبتين؛ وهو ما أثار جدلاً واسعاً في مختلف الأوساط السياسية والحقوقية والدينية بالجارة الشمالية. ويضطر مسلمو الثغرين المحتلين إلى اقتناء أضاحيهم من المغرب لانخفاض أثمانها. وخلال العام الماضي، فرضت سلطات مليلية منع الاستيراد، بدايةً بمبرّر الخوف من عدوى الحمى القلاعية التي قالت إنها انتقلت إلى المغرب بعد تسجيل حالات من الإصابة بهذه العدوى. وقالت سابرينا موه، مندوبة الحكومة في مليلية، إنّ "وزارة الفلاحة الإسبانية لم تصدر اليوم أي أمر يسمح بمرور أكباش العيد من المغرب، خاصة بعد انتعاش حالات الإصابة بمرض الحمى القلاعية في البلاد الجار الذي يظهر أن المرض قد تطوّر فيهِ إلى الأسوأ مقارنة مع فترات سابقة من السنة"، وفق تعبيرها. وأضافت المسؤولة الإسبانية، في حديث مع جريدة "إلفارو"، أنّ "الوضع في المغرب معقّد بسبب تفشّي مرض الحمى القلاعية وظهور ست حالات جديدة خلال الأيام الأخيرة". وتعترفُ ممثلة الحكومة في مليلية بأنّ "الأمر يتعلق بصحة المواطنين أولاً، والوضع في المغرب غير واضح بسبب مرض الحمى القلاعية التي لا يمكن التحكم فيه". وفي الإطار نفسه، أشارت موه إلى أنّ "السّماح لأكباش العيد بالمرور عبر الحدود الإسبانية ستزكّيه الهيئة الصّحية الوطنية ذات الصلة، بالإضافة إلى لجان تابعة لوزارة الفلاحة الإسبانية. وإذا كان هناك أيّ خطر يهدّد صحة مواطنينا فإنه لا يمكن أن تمر هذه الأغنام". وفي موضوع ذي صلة، كشف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن مصالحه قامت، خلال الفترة الممتدة من 17 يونيو المنصرم إلى 23 يوليوز الجاري، بتلقيح 1.195.268 رأسا من الأبقار و17.744.573 رأسا من الأغنام والماعز ضد مرض الحمى القلاعية، معلنا أن "الحالة الصحية للقطيع بالمغرب مرضية بشكل عام". وأورد "أونسا"، في بلاغ له، توصلت به هسبريس، أن عملية التلقيح تتواصل لتغطية مجموع القطيع الوطني من الأبقار ومن الأغنام والماعز المقدر على التوالي بحوالي 3 ملايين رأس و25 مليون رأس. وتشمل هذه الحملة مجموع القطيع الوطني للأبقار والأغنام والماعز، يقول البلاغ، من خلال تنظيم حملة تلقيح تذكيرية للأبقار ضد مرض الحمى القلاعية بهدف تعزيز مناعتها، وحملة تلقيح وقائية للأغنام والماعز لحمايتها من الحمى القلاعية.