لا يلزم أنْ يقضي الأطفال العطلة الصيفية في النّوم والرّاحة ومشاهدة التلفاز، فلا شيء يمنع من استغلالها في أنشطة متنوعة ومفيدة ومُسلية في الوقت نفسه، إلاّ أن السؤال الذي يتبادر إلى أذهان العديد من الآباء والأمهات هو: كيف يمكن للطفل أن يُحسن استغلال الوقت خلال عطلة فصل الصّيف؟ يُجيب عن هذا السؤال الخبير في التنمية الذاتية محمد الروحي بالقول إنّ "عدم تسطير أهداف محددة للطفل خلال فترة الصيف يجعله أمام فراغ كبير، وبالتالي قد يضيع وقته في أشياء غير مفيدة"، مضيفا أنّه "من الضروري حسن تدبير الوقت خلال فصل الصيف ليكون مثمرا ومفيدا بالنسبة للطفل". وأورد الروحي ضمن حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية أنّه "غالبا ما يُفضّل الكثيرُ من الآباء والأمّهات أن يقْضي أبناؤهم العطلة بالمخيمات الصيفية، وهي فرصة ثمينة لصقل شخصيتهم وتعلّم الانضباط والجدّية لفترة تمتدّ من أسبوع إلى 10 أيام بعيدا عن عيُون الآباء". وأضاف أنّه "من الشّائع أن يضع الآباء لأبنائهم أهدافا دراسية خلال عطلة الصيف، من قبيل اقتناء الكتب أو القراءة"، قبل أن يستدرك بأن "هذا قد لا يدخل ضمن أهداف الطفل، لأنّ هذا الأخير غالبا ما يميل إلى اللعب والأنشطة الترفيهية، لكنّ ذلك لا يمنع من أن يتعلم مهارات جديدة عن طريق ممارسة أنشطة يُحبّها". واستدل الروحي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "علّموا أبناءكم التّجارة ولا تعلموهم الإجارة"، وأقرّ بضرورة تدريب الأطفال على ممارسة أنشطة تجارية يتعلمون من خلالها مهارات التّخطيط والتواصل والحساب والتدبير المالي، مشيرا إلى أنّ "ساعتين من العمل كبقّال مثلا كافيتان من أجل أن يتعلم الطفل العديد من الأشياء التي لا يمكن أن يتعلمها بالبيت أو المدرسة". ودعا الخبير ذاته إلى "تغيير النّظرة الدّونية التي تطال أعمالا كهذه، لأن هذه الأخيرة تعلّمه تحمّل المسؤولية كما تُمكّنه من تعلّم مهارات تواصلية تجعله قادرا على الاحتكاك بأشخاص لا يعرفهم"، وأكد أن "هذه أمور مهمّة لا يمكن أن يتعلّمها في البيت أو المدرسة". وشدّد المتحدّث على ضرورة مكافأة الأطفال على المجهودات التي يبذلونها، "لأنّ المال غالبا ما يُمثل لدى المربّي شيئا سلبيّا لكنّه في الحقيقية وسيلة تساعد الطفل على تحقيق هدف معيّن"، مبرزا أنّ "الإنسان مادّي بطبعه، وبالتالي فالمال قد يلعب دورا أساسيا في بناء شخصية الطّفل".