في أول رد رسمي حول واقعة انتحار شاب مغربي داخل مركز لإيواء القاصرين بإسبانيا، قال مندوب الحكومة المحلية لمدينة فالينسيا، خوان كارلوس فولخينثيو، إن "الهالك وُضع داخل غرفة انفرادية بهدف تفادي تعرضه للاعتداء من قبل نزلاء غاضبين، لاسيما أنه تزعم شجارا عنيفا بين مهاجرين مغاربة وآخرين من دول أمريكا اللاتينية". وقال فولخينثيو، في تصريحات نقلتها صحيفة "ABC"، إن لا أحد كان يتصور أن الشاب المغربي سيضع حدا لحياته بتلك الطريقة، مضيفا أن عناصر الأمن أبعدته عن النزلاء الآخرين بغرض حمايته، وأنها "اتخذت جميع التدابير الضرورية للحفاظ على حياته". وزاد المسؤول الحكومي أن التسجيلات المحصلة تشير إلى أن الشاب المغربي أقدم في لحظة غضب وحزن على لف قميصه حول عنقه، مؤكدا في السياق نفسه أن النيابة العامة المختصة باشرت، في استقلالية تامة، تحقيقاتها بشكل مستعجل بغية معرفة الظروف والحيثيات المحيطة بالواقعة. وعبر المتحدث عن أسفه إزاء الواقعة التي خلفت ردود فعل مطالبة بتحقيق العدالة وكشف الحقيقة، مشيدا ب"العمل الكبير الذي تقوم به السلطات المعنية من أجل السهر على توفير ظروف آمنة لهؤلاء الأطفال، في إطار ما تسمح به الإمكانيات"، على حد قوله. وقال خوان كارلوس إن الانتحار هو السبب المباشر في وفاة الشاب المغربي، بناء على خلاصات التقارير المنجزة من قبل عناصر السلطة القضائية، كما أوضح أيضا أن أفرادا من الشرطة العلمية والتقنية يجرون تقييمات في هذا الصدد من أجل الإحاطة بتفاصيل الواقعة بشكل عادل. ونفى المتحدث ذاته عزم الحكومة المحلية إغلاق المؤسسة الإيوائية ""ثباديروس" التي شهدت الواقعة، بحجة أن الأمر يتعلق ب"فضاءات تقدم خدمات إنسانية وتشتغل وفق نظام داخلي مؤسساتي"، لافتا إلى أن قرار الإغلاق تحدده السلطة التشريعية للدولة والكونغرس ومجلس الشيوخ، مع مراعاة التشريعات الأوروبية في هذا الصدد. حري بالذكر أن شابا مغربيا، يبلغ من العمر 25 سنة، وضع حدا لحياته في حدود الساعة الثالثة زوالا من يوم الثلاثاء المنصرم داخل مركز إيوائي، عن طريق لف قميصه حول عنقه وربطه بالسرير العلوي للغرفة التي كان يتواجد بها، بعدما جرى إبعاده مخافة حدوث اشتباكات جديدة بين نزلاء المؤسسة.