نظم المركز الثقافي بشفشاون، بتعاون مع منتدى الحوار للفنون والثقافات، لقاءً أدبياً لتقديم العمل الشعري "أبتسِمُ للغابة"، للشاعر والباحث عبد الجواد الخنيفي، بحضور فعاليات ثقافية وجمعوية. اللقاء الذي أدارت وقائعه الأستاذة حميدة جامع، وعرف تقديم كلمة ترحيبية لمديرة المركز الأستاذة فاطمة بوشمال، تميّز بتقديم قراءتين نقديتين للأديب والأكاديمي الدكتور عبد اللطيف شهبون، وللشاعر والناقد والمترجم الأستاذ خالد الريسوني. وركزت مداخلة شهبون على ثلاثة ملامح في التجربة الشعرية لعبد الجواد الخنيفي، منها ملمح التشكيل الاستعاري الذي استعمله مكوناً أسلوبياً بعيداً عن التقريرية والمباشرة، وبخروج مدروس عن المألوف، حدّ اتّسامه بالغرابة. كما أضافت المداخلة أن قارئ "أبتسم للغابة" يستطيع أن يستكنه هذه الاستعارية؛ فضلا عن تيمتين رئيستين هما: الموت والانسحاق الحياتي. واستحضر شهبون نص "وصيّة"، الذي يجسّد هذه الخاصية، والذي ارتكز على مقاطع ثلاثة: التّوديع والاسترجاع والرّسالة والتّسليم؛ بالإضافة إلى ملمح شعرية التّكرار المتجلّي في نصوص الدّيوان باعتباره مثيراً أسلوبياً في صلته بباعث نفسي عند صاحب النّص ولدى متقبّليه. من جانبه اعتبر الشاعر والناقد والمترجم خالد الريسوني أن ديوان "أبتسم للغابة" يتميّز بسؤال متجدّد على الذّات وعلى الوجود من خلال الكتابة، باعتبارها ملمحاً جمالياً لذلك السّؤال الذّي يتأبّد في تناسله وتشابكه وتفريعاته وتنويعاته على استعارات تشيّد عالماً أو كوناً شعرياً. وأضاف الريسوني أن الغابة تعدّ تجلّياً للحياة بكل تفاصيلها، فضلا عن أن الدّيوان يتنفّس بين ثنائيات عديدة، كلّها تحيل على الحياة والموت وعلاقة الذّات والآخر مع الأشجار والطّرقات والأمكنة، مع مسافات الألم والأمل والصّمت والصّوت، إذ يقف الشّاعر الخنيفي من شرفة القطار متأمّلا تفاصيل الحياة بتناقضها. وتوقّف المتحدّث ذاته عند الجوانب الجمالية التي تجعل من قصائد عبد الجواد مقطوعات أقرب إلى معزوفات موسيقية؛ فعدا الاشتغال على الصّورة في الدّيوان، لامس الريسوني العديد من التنويعات الإيقاعية، من بينها التنويع القائم على الامتداد التراكمي. وقال الخنيفي في كلمته بمناسبة هذا اللقاء الأدبي: "ديوان أبتسِمُ للغابة يتّسم بصبغة حوارية وبالنّظرة إلى الذّات والهوية والوطن وإلى الفرد في علاقته بالجماعة، مستنداً في ذلك على بعض المكاشفة واستحضار جانب التفاصيل المرئية والانفعالات اليومية في الحياة / الغابة".