تفاديا لتكرار تعفن أضاحي العيد، مثلما وقع في 2017، نظمت جمعية "مع المستهلكين" يوما تواصليا، السبت، من أجل توعية ساكنة العاصمة الاقتصادية بمخاطر تعفن الأكباش، حيث قدم المتدخلون في الندوة جملة من الاحتياطات لاقتناء ونحر ومعالجة "السقيطة"، خصوصا كيفية تقطيعها وحفظها. وفي هذا الصدد، أوضح جمال مفتاح، طبيب بيطري بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، أن "اليوم التواصلي التحسيسي مع ساكنة منطقة أنفا يأتي استمرارا للعمل الذي قمنا به خلال السنة الماضية، ضمانا للسلامة الصحية لكبش العيد، حيث مرت الأمور بشكل جيد في الموسم المنقضي نتيجة العمل الاحترازي الذي قمنا به". وأضاف مفتاح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المكتب عمل على ترقيم الأغنام المخصصة لعيد الأضحى، لكي نعرف مصدر الكبش، مما يتيح عملية المراقبة القبلية، ثم شرعنا في القيام بوصلات تحسيسية تخص كيفية شراء كبش العيد"، مشيرا إلى أن "الكبش ينبغي أن يتوفر على حلقة صفراء في أذنيه، فضلا عن احتوائها على رقم تسلسلي". ودعا المواطنين إلى "تفادي شراء الأكباش غير المرقمة". ويضيف الطبيب البيطري: "يجب على الزبون شراء الكبش من أسواق جماعية معروفة ومقننة على صعيد العمالات، كما يجب ملاحظة إمكانية وجود أي علامة مرض عليه، من قبيل السعال أو مرض معين قد يصيب العينين"، مشيرا إلى أنه "من الواجب وضع كبش العيد في ظروف ملائمة، مثل العلف الذي يجب ألا يتغير لأنه قد يؤثر على جهازه الهضمي". وزاد قائلا: "لذلك، ينبغي إطعامه البرسيم فقط (الفصة) ليلة قبل العيد، ثم منحه الماء فقط خلال 12 ساعة قبل عملية الذبح". ويرى الدكتور مفتاح أن "تعفن الأغنام سنة 2018 دفع وزارة الفلاحة إلى إجراء التحريات اللازمة، حيث ثبت بأن 70 في المائة من التعفنات كانت نتيجة المواد العلفية، وفق التجارب التي أنجزناها في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، و20 في المائة نتيجة الأدوية البيطرية، مما دفعنا إلى الشروع في تسجيل الضيعات المخصصة لتربية الأغنام، وترقيمها في مرحلة ثانية، لكن الأهم هو مراقبة الأعلاف". وأرجع الطبيب البيطري سبب تعفن لحوم أضاحي العيد سنة 2017 إلى "الغش الذي طال الأغنام، من خلال خلط الأعلاف الطبيعية ببقايا الدواجن، مما أدى إلى تعفن الأضاحي بعد عملية الذبح، بالإضافة إلى ظروف الذبح التي قد تكون غير صحية بسبب التلوث"، لافتا الانتباه إلى كون "إجراءات تسجيل الضيعات والترقيم، ثم مراقبة الأعلاف والأدوية البيطرية الموجهة للذبح، أدت إلى تراجع شكايات المواطنين خلال السنة الماضية". أحمد بيوض، رئيس جمعية "مع المستهلكين"، قال: "انطلاقا من سنة 2017 وتجربة 2018 اتضح لنا بأنه ينبغي الدخول إلى المعركة، لأن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ووزارة الفلاحة أيضا لا يتوفران على الإمكانيات الضرورية، بغية التواصل مباشرة مع المستهلك، الأمر الذي يحتم ضرورة انخراط المجتمع المدني في الميدان". وأضاف بيوض، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "اللقاء التواصلي المنظم اليوم يأتي لتقديم حصيلة ما تم إنجازه وما لم يتحقق إلى حدود الساعة، سواء من ناحية الكم أو الكيف، بهدف تغيير عادات المستهلك خلال هذه المناسبة، حتى يفتتح الأضحية بشكل مجهز ومحمي بكل الوسائل القانونية، ومن ثمة اجتياز محطة عيد الأضحى بطريقة سليمة". وتابع قائلا: "كل ذلك يتم عبر شعارنا الأساسي؛ وهو تحدياتنا في استهلاك سليم يخول للزبون المغربي ولوج الأسواق الجماعية مطمئنا، لأنه سيكون على اطلاع على طرق الشراء وكيفية اختيار الأضحية، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تسهيل عملية التواصل بين المستهلك والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وكذلك مع وزارة الفلاحة، حتى تكون سنة 2019 أكثر نجاعة من الموسم المنقضي، وإن كانت سنة 2018 رائعة أيضا".