خلفت العقود الجديدة للتدبير المفوض لقطاع النظافة بالدارالبيضاء، التي أعطيت انطلاقة العمل بها قبل أيام، غضبا واسعا في صفوف منتخبي العاصمة الاقتصادية، خصوصا في الجانب المتعلق بالقيمة السنوية للعقد لكل عمالة من أصل ثماني عمالات. وانتقد عدد من المنتخبين في المجلس الجماعي "التفاوت الكبير في القيمة السنوية للعقد"، التي حددها دفتر التحملات، حيث يلاحظ وجود تفاوت واضح على مستوى الميزانية المحددة لكل عمالة من عمالات الدارالبيضاء. وبحسب العقد، فإن عمالة آنفا، التي تضم مقاطعات سيدي بليوط، المعاريف، وآنفا، وهي المقاطعات التي يظل حجم النفايات بها قليلا مقارنة مع مقاطعات أخرى، خصص لها مبلغ مالي يفوق ملياري سنتيم. والملاحظ من خلال المبالغ المخصصة لهذه العمالات أن المقاطعات المحسوبة على أحزاب غير حزب العدالة والتنمية المسير للجماعة تبقى أقل استفادة بالرغم من حجمها وكثافتها السكانية، ناهيك على كونها تعد من المقاطعات التي تنتشر فيها النفايات. وفي هذا الصدد، فإن عمالة بنمسيك، التي يوجد على رأس مقاطعتها محمد جودار المنتمي إلى حزب الاتحاد الدستوري، خصص لها مبلغ ضعيف حدد في 63 مليون درهم، فيما عمالة عين السبع الحي المحمدي، التي يرأس فيها حزب التجمع الوطني للأحرار مقاطعة عين السبع، فقد حصلت على 94 مليون درهم فقط، بينما عمالة الحي الحسني، التي يقود مقاطعتها حزب العدالة والتنمية، حصلت لوحدها على 113 مليون درهم، ومقاطعة مولاي رشيد خصصت لها 109 ملايين درهم. واستغرب عدد من الأعضاء في المعارضة هذا التمييز الحاصل بين مقاطعات الدارالبيضاء، متسائلين عن السبب في منح عمالة آنفا مبلغا ضخما بينما توجد مناطق أخرى أكثر تلوثا وتعد نقطا سوداء بالمدينة جديرة بالاهتمام. وفي هذا السياق، قال كريم الكلايبي، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بالنيابة بمجلس المدينة، إن "هذا الأمر ينم عن غياب العدالة الاجتماعية وغياب العدالة حتى في النظافة"، متسائلا: "كيف يعقل أن مقاطعات تعد نقطا سوداء في مجال النظافة يتم تهميشها مقارنة مع مقاطعات مثل المعاريف وغيرها؟". وزاد المتحدث نفسه: "واشْ الناسْ لّي ساكْنينْ في هذه المقاطعات يؤدون الضرائب أكثر من غيرهم في مقاطعتي عين السبع وبنمسيك؟"، مشددا على "ضرورة المساواة بين جميع المقاطعات وألا يتم تفضيل هذه على تلك". وكانت جماعة الدارالبيضاء قد أعلنت، قبل أيام، عن انطلاق العمل بدفتر التحملات الجديد بعد فوز كل من شركة "أفيردا" و"ديرشبورغ" بصفقة التدبير المفوض للنظافة، عقب تعثر كبير تحولت معه العاصمة الاقتصادية إلى مطرح مفتوح للنفايات.