يا سيدي.. بدايةً.. أستحلفك بالسميع..لا تقل ليَ خُنتَني..أنا ما اشتريت لكي أبيع..ففي صحوتي المتأخرة..أدركت أن الذي رفع العقيرة بالشعار..أن الذي رسم الخريطة و الطريق..هو نفسه قتل الشقيق..باع القضية و الديار..يا سيدي إن الذي رفع القرار ..هو عينه خان الرفيق.. هو نفسه يأخد أجره بالدولار . أيا شهيد.. ارتح.. لن أواصل الكفاح.. لن أخدعك بعد اليوم..و أوهمك بشعارات مطربة رنانة أني سأظل أحمل بعدك الرسالة..لا يا شهيد .. لن أكذب عليك بعد اليوم..قضيتك هناك اخترتَ أن تموت من أجلها ..و قضيتي هنا أخترت أن أعيش لأجلها..شتان بين قضيتك و قضيتي.. و ما أعظم الفرق بين عدوك و عدوي.. عدوك تراه على مرمى حجر .. و عدوي لا ملمس له ولا مستقر.. عدوك وحيد..و عدوي متعدد الوجوه و الأقنعة.. عدوك المحتل ..و عدوي الظلم و القهر و الإستبداد و الفقر و المساواة.. شتان بين سهولة عدوك و صعوبة عدوي.. يا شهيد.. انصفني..فها أنذا أنصفك .. فلن أتشدق بعد اليوم باسمك في المحافل لأنتحل بطولاتك ظلما .. وأكتب بدمك صفحات فخر أنسبها عنوة إلى تاريخي لأسوق الجماهير كالدواب للهتاف باسمي على حساب اسمك و مجدك..لا يا شهيد لن أنتزع صفحاتك كي أضيفها إلى دفتي سيرتي زورا و بهتانا.. أعذرني..أنا مواطن مسلم أنهكه ضنك العيش و قسوة النظام..و لا أعتقد أنك ستكون سعيدا في قبرك حين تراني أضع على رأسي كوفية عرفات و أهتف كالبليد في الوقفات: خيبر خيبر يا يهود.. هو لن يعود صدقوني لن يعود.. يا شهيد .. كما تتمهل في إبداء الإعجاب .. أرجو أن تتحرز ولو قليلا عند نحوك باللائمة.. فإن لي أطفالا صغارا بلا أحذية .. يرتعشون بردا و يتضورون جوعا.. أقولها لك صراحة إني تعبت.. و لن تشغلني بعد اليوم عن خبز طفلي و مستقبل ابنتي.. ففي صحوتي المتأخرة أدركت لتوي.. أن الذي رفع العقيرة بالنباح هو نفسه أكل خبزي ووقع صك البيع في الليل و رفع الشعار في الصباح.. http://mimoune.c.la [email protected] ""