طالب برلمانيون بضرورة افتحاص ميزانية الجامعة المغربية لكرة القدم، بعد النتائج المتواضعة التي حققها المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر. فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب اعتبر أن خروج "الأسود" من "الكان" جاء نتيجة انتشار منطق "التبزنيس وغياب الديمقراطية في اختيار أطر ذات كفاءات عالية قادرة على التسيير الإداري". ودعا فريق "البيجيدي"، في أسئلة غير مبرمجة طرحت على وزير الشباب والرياضة، عقب الجلسة الأسبوعية بمجلس النواب، مساء الاثنين، الحكومة إلى افتحاص مالية الجامعة المغربية لكرة القدم، مشيرا إلى أن "الأمر يتعلق بأموال المواطنين المغاربة". وانتقد الفريق ذاته حرص الجامعة على اختيار مدرب أجنبي بتكلفة مالية عالية جداً، موردا أنه "في سنة 2004 وصل المنتخب المغربي إلى النهائي رفقة مدرب وطني مغربي، وهو نفس الشيء بالنسبة للقب الوحيد الذي حققه المغرب في 1976". من جهته، دعا فريق "الأصالة والمعاصرة" إلى عدم استغلال ملف المنتخب المغربي لتصفية حسابات سياسية، مشيدا بالروح الوطنية العالمية التي أبان عليها بعض لاعبي الفريق طيلة أطوار المنافسة. أما فريق "التجمع الدستوري"، فاعتبر أن الانتقادات الموجهة إلى الوزير "التجمعي" رشيد الطالبي العلمي عبارة عن "خطب عاطفية بعيدة كل البعد عن الخطاب العقلاني". وأكد الفريق ذاته أن المنتخب حقّق قفزة نوعية في السنوات الماضية الأخيرة بدليل تموقعه في الرتبة الرابعة على الصعيد الإفريقي. من جهته، اعتبر نور الدين مضيان، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أن "ما أحبط المغاربة هو انتصار المنتخب على فرق قوية مقابل انهزامه مع خصم ضعيف جداً". وتساءل المتحدث عن "جدوى وجود بنيات رياضية جيدة في المغرب إن كانت لم تفرز لاعب محلي واحد قادر على تعزيز صفوف الفريق الوطني". ويرى البرلماني محمد السيمو، عن الفريق الحركي، أن إقصاء "الأسود" راجع إلى "القضاء والقدر"، داعيا إلى تخصيص حفل استقبال رسمي إلى المنتخب بمقر البرلمان المغربي أو بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. "على الرغم من المجهودات المالية الضخمة التي يخصصها المغرب لكرة القدم، لكن وكأننا ندور في حلقة مفرغة في السنوات الأخيرة"، يورد إمام شقران، رئيس الفريق الاشتراكي، الذي دعا إلى ضرورة الاعتراف بوجود خلل ما في هذا الصدد. وشدد النائب البرلماني على "الاستثمار في المدرسة الرياضية للاعتماد على لاعبين محليين يكونون قادرين على صناعة منتخب قوي، إلى جانب اللاعبين المغاربة المتواجدين بالفرق العالمية". كما انتقدت المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية تواضع النتائج التي "لا تعكس الميزانية المرصودة للمجال الرياضي"، مشيرة إلى أن الإقصاء المبكر كان له أيضا تكلفة اقتصادية. رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، أكد أن المغرب قام بإعادة هيكلة مؤسساته الرياضية، بداية من الجامعة المغربية لكرة القدم التي انخرطت في استقطاب الأطر والكفاءات. وقال المسؤول الحكومي إن البنية التحتية لكرة القدم تطورت بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وزاد أن "الوزارة تشرف على إصلاح ملاعب كبرى بميزانية تصل 7 ملايير درهم، ومشروع إنشاء حوالي 500 ملعب تم إنجاز 140 ملعب منه، ناهيك عن 3 مراكز جهوية للتكوين الخاصة بالعصب و7 خاصة بالفرق المحلية". وتابع الوزير ذاته أن "ثمانية فرق مشاركة في الدورة الحالية المقامة بمصر أقامت تربصاتها بالمغرب؛ وهو ما يدل على البنية التحتية العالية التي تمتاز بها بلادنا". كما أضاف أن "المغرب يتوفر على أحسن مركز وطني للتدريب، وهو الذي أقام فيه "الأسود" تربصهم بصفر درهم مقابل سبعة ملايين درهم في دورة "الكان" الماضية".