تعيش العديد من مقاطعات جماعة الدارالبيضاء حالة غضب واسعة من طريقة تدبير المنح التي تقدم للجمعيات، حيث توجه الانتقادات إلى رؤساء المقاطعات والأغلبية بالتحكم فيها ومنحها لفائدة المقربين دون غيرهم. وانتقد العديد من المستشارين الجماعيين بمقاطعات العاصمة الاقتصادية ما أسموه "تحكم الرؤساء وبعض المنتخبين من الأغلبية في طرق الدعم ومنحه لجمعيات دون أخرى إرضاء للهيئات المحسوبة عليهم، واستغلال ذلك انتخابيا". واستغرب العديد من المنتخبين في بعض المقاطعات إقصاء بعض الجمعيات من الاستفادة من الدعم السنوي الذي تمنحه، وعدم تمكين المستشارين من الأوراق الخاصة بذلك للتعرف على الجمعيات المحظوظة. وفي هذا الصدد، قال كريم كلايبي، المستشار المعارض بمقاطعة عين السبع: "خلال الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء، لم يتم منح الأعضاء الوثائق المتعلقة بدعم الجمعيات وطريقة توزيعه عليها"، وهو ما يعد، بحسبه، "تحكما في تدبير هذا الملف من طرف المقاطعة دون إشراك باقي الأعضاء". وأضاف في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "بعض المقاطعات تمارس الوصاية على الجمعيات ودعمها، ولا تمنح المستشارين أية معلومات بخصوص ذلك، ما يثير الشكوك حول هذه التنظيمات الجمعوية ومدى توفر الشروط فيها للاستفادة من الدعم". وتنتقد العديد من الجمعيات بالدارالبيضاء الجهات المانحة، الممثلة في المقاطعات، على طريقة توزيعها للدعم، حيث يرى بعض الفاعلين الجمعويين أنها تقوم بإقصاء بعض الجمعيات، خصوصا تلك التي تكون على خلاف مع الرئيس وتعارض توجهاته وتوجهات الحزب الذي ينتمي إليه. وتقول بعض الجمعيات التي توجه انتقادات للمقاطعات ورؤسائها بخصوص طريقة تدبير الشأن المحلي إنها تجد نفسها محرومة من الدعم العمومي، وذلك سعيا من المنتخبين للي ذراعها وجعل أعضائها يتراجعون عن انتقاد المجالس.