في خطوة تصعيدية غير متوقعة، أقدم موظفو وزارة التربية الوطنية حاملو الشواهد على اقتحام مبنى وزارة الوظيفة العمومية بعد زوال اليوم الإثنين، معلنين عزمهم الاعتصام داخله، رغم التدخل الذي صاحب محاولتهم الدخول إليه، وهو ما خلف إصابات في صفوف 3 أساتذة، جرى نقلهم على وجه السرعة صوب المستشفى. وعاينت هسبريس أشكالا احتجاجية أمام الوزارة، قبل أن يعمد الأساتذة إلى تسلق الأبواب والأسوار، والبقاء داخل المقر، فيما رابطت قوات الأمن أمام المبنى، تنتظر إخلاءه، وهو ما يرفضه المحتجون، متوعدين حكومة العثماني بصيف ساخن، أوله يوم غد، الذي سيشهد اعتصاما ممركزا على مستوى العاصمة الرباط، لم يحدد مكانه بعد. وخاض المحتجون، قبيل التحاقهم بمقر وزارة الوظيفة العمومية، مسيرة انطلقت من أمام مقر مديرية الموارد البشرية بمدينة العرفان بالرباط، إلى غاية وزارة الوظيفة العمومية بحي أكدال، منتقدين "الإقبار" الذي طال ملفهم لسنوات، مقابل حل العديد من الملفات الأخرى. ورفعت حناجر المحتجين شعارات صادحة منادية بضرورة فتح حوار حقيقي معهم، عوض تجاهل مطالبهم "المشروعة"، مشددين على ضرورة استفادتهم من الترقية وتغيير الإطار، إسوة بكل الأفواج التي منحت حقها منذ الاستقلال، ومستغربين "دواعي قرار وزارة التربية الوطنية إلغاء الترقية بالشهادة سنة 2015 دون أي سند قانوني". وفي هذا الصدد قال عبد الوهاب السحيمي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات، إن "إنزال الأساتذة مازال قائما بالوزارة، وذلك بعد أن خاضوا مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام مديرية الموارد البشرية بالعرفان، صوب وزارة الوظيفة العمومية"، مشددا على أن "القوات العمومية مرابطة، وقد تتدخل في أي لحظة". وأضاف السحيمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "3 من رفاقه يرقدون بالمستشفى بعد إصابتهم"، لافتا إلى أن "اعتصام اليوم مجرد خطوة إنذارية ضد تماطل الوزارة الذي دام 3 سنوات، إذ لم يبرح الملف مكانه رغم كل الاحتجاجات والاعتقالات والاقتطاعات من الأجور". وأوضح المتحدث ذاته أن "الوزارة مطالبة بفتح باب الحوار مع التنسيقية والأساتذة"، وزاد: "أمام إغلاقه فالتصعيد قائم على الدوام"، متوعدا ب"أشكال نضالية مختلفة خلال فصل الصيف".