لم يتأخر رد عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، كثيرا بخصوص ما يقع داخل حزب الأصالة والمعاصرة من "تطاحنات داخلية" بين تيار عبد الحكيم بنشماش وتيار عبد اللطيف وهبي، حيث قال بتهكم، وهو يخاطب شبيبة الحزب ذي التوجه الإسلامي؛ "أنتم ترون ما يقع اليوم داخل الحزب المعلوم"، قبل أن يمضي مسترسلا بلهجة واثقة: "يجب الاعتراف بالدور الذي قام به الحزب، وكذلك دور بنكيران، حيث وقفنا ضد هؤلاء الناس حتى أظهرهم الله على حقيقتهم، وها هم الآن يأكلون بعضهم البعض". بنكيران، الذي كان يتحدث أمام شبيبة حزبه بالحي الحسني بالدار البيضاء، ليلة الجمعة، انتقد بصفة مضمرة الأوضاع الداخلية في حزب "الجرار"، حينما تطرق إلى إصلاحات الحكومة التي ترأسها، مضيفا أن "الناس أعجبوا بالإصلاحات التي وسَمت حكومتي، رغم ما قيل بخصوص صندوق المقاصة والتقاعد وغيرهما من الإجراءات، سواء تعلق الأمر بما كان يقوله الحزب المعلوم، أو بمسيرة ولد زروال، لكنهم أدركوا أنها تصبّ في صالحهم". وأوضح رئيس الحكومة السابق، خلال الكلمة التي بُثت على صفحته الرسمية، أن "الشعب هو الذي يمنح النقطة النهائية للحكومة، حيث منحني 125 مقعدا في 2016 بعدما حصلنا على 107 مقاعد في 2011. انتهى الكلام". واستطرد قائلا: "كم عضوا في الحكومة لا يتعرف عليه أحد في الشارع أو لا يبالي بوجوده حتى عندما يعرفه، لكن حينما تقوم بمحاولة الإصلاح في تاريخ البشرية جمعاء تبقى لك الخصوصية والمعنى، فلحد الآن نحن جيدون، لكن الحكومة الحالية سنحكم عليها في النهاية، لأن العبرة بالخواتيم". كما لم يفوت بنكيران الفرصة دون توجيه سهام النقد إلى منافسي حزب "المصباح"، حيث قال: "لُخْرِينْ عْيَاوْ مَا يْنْقْزُو ولم يربحوا انتخابات 2015 و2016"، قبل أن يكشف وصفة الحزب في الاكتساح الانتخابي الذي قام به، "واشْ رْبَحْتُوها بالمكر والخداع؟.. الله فقط كان سندنا"، مبرزا أن "الثقة أهم شيء، حتى لو قلت للناس بحرًا من الكلام، لأن الخصوم عليهم استيعاب أن الإخلاص والنية هما الأساس". وتابع قائلا: "واش الثروة هي الثقة؟ واش باغي تزيد الفلوس على الفلوس؟.. يمكن أن تستعمل المكر والخديعة، من خلال دفع الناس إلى التصويت مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 500 و1000 درهم، لكن حينما تكون المبادئ قوية فإنها تقتلع التْخْلْوِيضْ"، مؤكدا أن "المسار الذي يسير فيه حزب العدالة والتنمية بخير حاليا، حيث قمنا بتسيير الحكومة لمدة خمس سنوات، وكذلك خلال الفترة الحالية، لكن هذا كلّه ليس ذا قيمة". ويرجع عدم أهمية تسيير الحزب الحاكم للحكومة منذ 2011، حسب بنكيران، إلى كون "القيمة الحقيقية لا تكمن في السعي نحو المناصب والامتيازات المادية فقط، بل في مدى مساهمتك في الإصلاح"، مشيرا إلى أن الحزب "ساهم في الإصلاح، وإذا كنّا سنستمر فإننا لن نهتم بملء الكراسي الفارغة فقط.. لن نكون من التجمع الوطني للأحرار، أي الاهتمام بالواجهة فقط والمسائل الرسمية والتدبير العادي، لأنها ليست ذات أهمية بالنسبة إلي". وأردف بنكيران قائلا: "إن الانتماء إلى العدالة والتنمية يعني الإخلاص والتحلي بالأخلاق، وليس الاهتمام بالكراسي فقط"، قبل أن يتوجه بالحديث صوب أعضاء الشبيبة: "أنتم ملح السياسيين، ولذلك يجب أن تصلحوا فساد السياسة"، مؤكدا أن الحزب "أصلح فساد السياسة، لأن هنالك أشياء كثيرة تغيرت في المغرب، حيث تطبق حاليا إصلاحات تم إقرارها سلفا في الحكومة السابقة، لكن البعض لم يرغب في أن تُنسب إلي، لكن المهم أنها خرجت إلى حيز الوجود".