استمرارا لموقفها الدائم من قضية الصحراء ودعمها المستمر للوحدة الترابية للمملكة، افتتحت مؤخرا جمهورية ساحل العاج قنصلية فخرية، بكبرى حواضر الصحراء. الافتتاح الذي حضره عامل إقليم بوجدور، إبراهيم بن إبراهيم، وسفير جمهورية ساحل العاج بالرباط، ادريسا تراوري، ووالي أمن جهة العيون الساقية الحمراء، وعدد من ممثلي المجالس المنتخبة، وشيوخ القبائل الصحراوية، عرف تنصيب محمد الإمام ماء العينين قنصلا شرفيا لجمهورية ساحل العاج بالأقاليم الجنوبية. الحدث الأول من نوعه بالأقاليم الجنوبية أثار حفيظة البوليساريو؛ إذ سارعت إلى توجيه وسائل إعلامها لرفض وتسليط الضوء على ما اعتبرته "خرقا للقانون الدولي"، وما أسمته "انتهاكا صريحا لقرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة". وفي هذا الصدد، قال إدريسا تراوري، سفير جمهورية كوت ديفوار بالرباط: "أنا سعيد جدا بحرارة الاستقبال من طرف شيوخ وأعيان ووجهاء القبائل الصحراوية"، معربا عن تفاجئه بمستوى البنية التحتية والتقدم الذي باتت تعرفه الأقاليم الجنوبية. وأضاف المسؤول الدبلوماسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قائلا: " نحن بصدد التحضير لمنتدى ثنائي يناقش برامج اقتصادية وثقافية تساعد على إنتاج توأمة بين البلدين تكون الأقاليم الجنوبية محور اهتماماتها"، لافتا إلى أن "القنصلية الشرفية الجديدة ستكون ملزمة بتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين". كما عبر السفير المعتمد بالرباط عن تفاؤله بقدرة القنصل الشرفي الجديد على "تحقيق الأهداف المنتظرة من افتتاح هذه القنصلية بالأقاليم الجنوبية، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الاقتصادية الكبرى والمبادلات التجارية بين البلدين". من جانبه، أكد محمد الإمام ماء العينين، القنصل الشرفي لجمهورية ساحل العاج بالأقاليم الجنوبية، أن "افتتاح القنصلية الفخرية بالعيون هو نتاج للعلاقات التاريخية والقوية التي تجمع البلدين المغرب وساحل العاج"، متمنيا "أن تسهم القنصلية الجديدة في تعزيز وتقوية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تربط البلدين الشقيقين". وأورد محمد الإمام، في حديث لهسبريس، أن من أهم المهام المنوطة به كقنصل معين على أول قنصلية بالأقاليم الجنوبية؛ "تشجيع المستثمرين المغاربة على دخول السوق الإڤوارية، وجلب المستثمرين الأفارقة إلى لأقاليم الجنوبية"، مشيرا إلى أن "التوأمة المبرمجة مستقبلا بين بعض مدن الصحراء ومدن ساحل العاج ستعالج كل هذه الملفات".