بتدشين مصنع "بيجو" الفرنسي للسيارات بمدينة القنيطرة، سترتفع صادرات المغرب من السيارات في السنوات المقبلة، إذ ستنضاف هذه الوحدة إلى مصنعي مجموعة "رينو" الفرنسية بمدينتي طنجة والدار البيضاء. وبلغت استثمارات مصنع "بيجو" الجديد، الذي دشنه الملك محمد السادس، أمس الخميس، نحو 550 مليون أورو، وهو يندرج ضمن منظومة صناعية تسعى إلى رفع صادرات المغرب لتقليص العجز في الميزان التجاري. وتم تشييد المصنع الجديد بالمنطقة الصناعية "أتلانتيك فري زون"، ويراهن بخصوصه المغرب على رفع نسبة التصنيع محلياً إلى 65 بالمائة في أفق بلوغ نسبة 80 في المائة في مرحلة ثانية عوض الاكتفاء بالتجميع بعد استيراد المكونات. ويصل عدد الأجراء بالمصنع الجديد حالياً إلى 800 شخص، وسينتقل الرقم إلى أزيد من 1600 متم السنة الجارية، ثم إلى 2500 السنة المقبلة. وسيُنتج مصنع القنيطرة 20 ألف سيارة سنوياً قبل أن يرتفع الإنتاج إلى 100 ألف، في أفق أن يتضاعف هذا الرقم في السنوات القليلة المقبلة. وسيُساهم ذلك في تحقيق هدف إنتاج سنوي إجمالي من السيارات في المغرب يصل إلى مليون سيارة، ورقم معاملات عند التصدير في حدود 100 مليار درهم. وحسب معطيات صادرة عن وزارة التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي فإن المملكة تتوفر على طاقة إنتاجية حالياً تصل إلى 700 ألف سيارة سنوياً، 500 ألف منها ستتأتى من مصنع "رينو" في طنجة، و200 ألف من مجموعة "بيجو" في القنيطرة. ونجح مشروع مجموعة PSA بالقنيطرة، الموقع بين المجموعة الفرنسية والمملكة المغربية سنة 2015، في استقطاب 27 مصنعاً جديداً إلى حد الساعة من 10 جنسيات مختلفة استقرت بالقنيطرة. وتصنع المجموعة علامات "بيجو وستروين ودي إس أوبل"، وفي مصنع القنيطرة ستصنع سيارة "بيجو 208" الجديدة بعلامة "صُنع في المغرب". وأصبحت السيارات للسنة الرابعة على التوالي متصدرةً للقطاعات الصناعية المصدرة في المغرب نحو 74 وجهة عالمية، بما يناهز 70 مليار درهم، متفوقة بذلك على دولة جنوب إفريقيا. وبفضل المنظومة الصناعية للسيارات، أصبح المغرب المنتج الأول إفريقياً للسيارات، وخامس مصدر للسيارات نحو أوروبا. وقد نجحت هذه المنظومة في توفير 116 ألف منصب شغل ما بين 2014 و2018. وتوفر صناعة السيارات 28 في المائة من مناصب الشغل المحدثة في القطاع الصناعي، والتي بلغت 405.496 منصب شغل ما بين 2014 و2018. وتستفيد هذه المصانع من تحفيزات ضريبية وجمركية في المناطق الحرة التي تتواجد فيها، إذ تصدر عبر ميناء طنجة المتوسط نحو 80 سوقاً، إضافة إلى انخفاض تكلفة اليد العاملة، وهو ما يمكن من خفض تكلفة الإنتاج. ويتواجد في المغرب حالياً ثلاثة مصنعين كبار للسيارات، فإلى جانب "بيجو" و"رينو" الفرنسيتين، وقعت المملكة قبل سنوات اتفاقية مع الشركة الصينية العملاقة "بي واي دي" لفتح مصانع لها في البلاد، وكلها شركات تستهدف توسيع أنشطتها في القارة الإفريقية وتموين عملائها بأوروبا وحوض المتوسط.