مع تصفيقات الجمهور الذي حجّ إلى مدينة الصويرة، وتلويحاته تحت أجنحة نوارس مدينة الرياح، افتتحت فرقتا حسن بوسو و"أوشين دليل مونتي" الدورة 22 من "مهرجان الصويرة موسيقى العالم". ورافق جمهور مدينة الصويرة الفرقتين في جولة بين دولتين بعيدتين جغرافيا، هما المغرب وكوبا، قارب بينهما الفن إثر دمج الموسيقى الكناوية بالموسيقى الإفريقية-الكوبية، في خليط استأنست به آذان الجمهور، الذي رافق بتصفيقاته وتمايله إيقاعه الكناوي وكلماته العربية والإفريقية المبهمة غالبا، ورقصاته المبهجة. محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، قال إن مهرجان الصويرة موسيقى العالم تظاهرة ثقافية بامتياز تنظّم تحت الرعاية الملكية ووصلت اليوم إلى دورتها الثانية والعشرين، مضيفا أنه أصبح من المواعيد العالمية. وذكّر الأعرج، في كلمة افتتاحية ألقاها، الخميس، بمنصة مولاي الحسن في الصويرة، بأن فن كناوة، الذي يحتفي به المهرجان، نوع موسيقي مركب نتج عن انصهار للبيئة العربية الأمازيغية المغربية، ويستقطب في مختلف دورات "مهرجان الصويرة موسيقى العالم" أعدادا معتبرة من عشاقه من داخل المملكة ومن العالم. وأكّد وزير الثقافة والاتصال أن التراث الكناوي عنصر من عناصر الهوية الوطنية، وأضاف أنه تماشيا مع إستراتيجية وزارته للتعريف بالثقافة الوطنية، تقدمت بطلب ترشيحِ هذا الفن في لائحة التراث العالمي الإنساني غير المادي لليونسكو، وستعلن نتيجة التداول فيه في شهر دجنبر المقبل. وأثنى الأعرج على تضافر جهود جميع الفاعلين المؤسساتيين وغيرتهم من أجل ترشيح ملف فن كناوة في لائحة التراث الثقافي الإنساني اللامادي لليونسكو، وخص بالذكر مندوبة المغرب لدى اليونسكو، وجمعية "يارما كناوة". من جهته قال هشام الجباري، رئيس المجلس البلدي، إن الدورة الثانية والعشرين من مهرجان الصويرة وموسيقى العالم، وعلى غرار نسخ المهرجان السابقة، تجدد الموعد مع أحسن "المعلْمِين الكْناوِيِين"، والفنانين العالمين، وتكرم هذه السنة راندي وستون. وثمّن رئيس المجلس البلدي "الجهدَ المخلِص" الذي يلتئم به هذا اللقاء السنوي العام، وأضاف أن هذا المهرجان يحمل أهدافا ثقافية وإنسانية عامة، في أرض الحوار وتعايش الحضارات، والزوايا، والطرق التاريخية نحو إفريقيا؛ وثمّن في هذا السياق جهد المستشار الملكي أندري أزولاي، والقائمين على المهرجان، والوكالة المنظمة له، متمثلة في مديرتها نايلة التازي، إضافة إلى عامل الصويرة، وباشا المدينة، والمحافظين على أمنها.