خرج عدد من الباعة الجائلين، الخميس، في مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام قصر بلدية سوق السبت أولاد النمة في اتجاه عمالة الفقيه بن صالح، مطالبين بحوار جاد ومسؤول مع محمد قرناشي، عامل الإقليم. ويطالب المحتجون، الذين رفعوا لافتات وشعارات تلخص مطالبهم، باشا المدينة والمجلس الجماعي بإنصافهم وعدم قطع أرزاقهم، وذلك من خلال إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم والكف عما وصفوها ب"الوعود الزائفة". ويشكو المحتجون، الذين يتكونون من شباب ورجال وأغلبية من النساء، من تملص السلطات المحلية ورئيس المجلس الجماعي من وعودهما السابقة القاضية بتوفير مكان لعرض سلعهم، ويدعون إلى حوار عاجل مع عامل الإقليم من أجل رفع كل أشكال الحكرة التي يعيشونها يوميا. ويشير المحتجون إلى أنهم أوفوا بوعودهم التي تعهدوا بها للسلطات المحلية مباشرة بعد عيد الفطر، المتمثلة في وقف أنشطتهم التجارية التي كان يزاولونها خلال شهر رمضان بإحدى الحدائق العمومية بالمدينة، من أجل ايجاد حل بديل لوضعيتهم، إلا أن تفاجؤوا بتراجع كل الأطراف الأخرى عما وعدتهم به من جانبها. وأوضح الوستيتي بلقاسم، رئيس المجلس الجماعي، أن المسؤولين بالسلطات المحلية والإقليمية وبالمجلس الجماعي بذلوا ما في وسعهم من جهود من أجل حل ملف "الفرّاشة"، وذلك من خلال إحداث سوق تجاري لهذا الغرض، إلا أن الملاحظ أن ممتهني هذه الحرفة يتزايدون يوميا، وأن غالبيتهم يأتون من مناطق مجاورة، الأمر الذي يصعب تقنين هذا المجال ومعالجته في كل مرة. وبقدر ما أعرب رئيس جماعة سوق السبت عن قلقه من الوضعية التي تعيشها هذه الفئة، بقدر ما أكد أن المدينة لم تعد تحتمل مزيدا من الإشكالات غير المشروعة بالنظر إلى محدودية وعائها العقاري، ولأن المجلس الجماعي لا يحق له إرغام أصحاب الملك الخاص على الاستجابة لإكراهات يبدو أنهم في غنى عنها. يذكر أن السلطات المحلية والإقليمية بالفقيه بن صالح كانت قد تمكنت، بتنسيق مع المجلس الجماعي، من توطين أزيد من خمسين بائعا جائلا للخضر، في إطار مشروع ممول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ما تسبب في سيل لعاب العشرات من "الفرّاشة" الذين ما يزالون يمارسون هذا النشاط في ظروف صعبة. وأفادت مصادر هسبريس بأن السلطات الإقليمية قد استجابت للمحتجين، بعدما قطعوا حوالي 10 كيلومترات، ودعتهم إلى تكوين لجينة للحوار من أجل التداول في كل المقترحات الممكنة لحلحلة المشكل.