أعلنت تنسيقية الأساتذة حاملي الشهادات العليا عن محطة نضالية يومي 1 و2 يوليوز 2019 م بالرباط، إلى هنا قد يكون الأمر جد عادي، لكن ما ليس عاديا في هذا الإعلان هو تمديدُ الوقفة طيلة العطلة الصيفية لموسم 2019 م، كما صرح بذلك عبد الوهاب السحيمي أبرز عضو في التنسيقية وأيضا من يهمهم الأمر من الأساتذة ومسؤولين في التنسيقية. المسألة هنا، تذكرنا بوزيرين شابين ووَسيمين في حُكومتين مَغربيتين: 1- محمد الكحص، وزير في حكومة أطلقت مبادرة "العُطلة للجميع". 2- سعيد أمزازي، وزير في حكومة ستحرم الأساتذة والأستاذات المعنيين بالترقية وتغيير الإطار منها. كل المغاربة يتذكرون محمد الكحص الوزير الشاب الوسيم الذي كان مُكلفا بالشباب في حكومة إدريس جطو التكنوقراطية سنة 2002 م، كما يعرفون أيضا سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في حكومة العدالة والتنمية الإسلامية التي يرأسها سعد الدين العثماني، الذي لا يقل هو الآخر عنه شبابا ووَسامَة. لكن الفرق هو أن الكحص أطلق مبادرة "العُطلة للجَميع"، واستفادت منها شريحة واسعة من الشباب المغربي، والثاني سيحرم فئة قد تتجاوز العشرة آلاف أستاذ وأستاذة من حاملي الشهادات العليا، ممّن يعملون في مختلف أسلاك التربية الوطنية منها في صيف 2019م، في حالة التمديد الفعلي للاعتصام، وهناك من هؤلاء من ستحرم أسرته(بالتبَعِيّة) من هذه العطلة الصيفية. في هذا السياق قال الأستاذ عبد الوهاب السحيمي الناشط النقابي المُستقل والعضو البارز في التنسيقية الوطنية لموظفي وموظفات وزارة التربية حاملي الشهادات العليا، في تصريح خاص، بأن هذه الخطورة النضالية:" والتي سوف تتجسد في اعتصام وطني مُتمركز بالرباط يومي 1 و 2 يوليوز 2019، لتأكيد التصعيد الذي دخلت فيه التنسيقية، خلال هذه الاعتصام سيتم تنفيذ أشكال نضالية غير مسبوقة، وستشكل مفاجآت حقيقية للحكومة المغربية ولوزارتها الوصية على قطاع التعليم، فإذا كانت وزارة التربية الوطنية تعتقد بأن الموسم الدراسي قد انتهى، فنحن نقول ونؤكد بأن الموسم الدراسي ومعه الموسم النضالي لم ينته بعد، وأشكالنا النضالية ليومي 1 و 2 يوليوز 2019، مع التمديد، ستؤكد للوزارة الوصية ولجميع الجهات المعنية بأن السنة الدراسية والنضالية لم تنته، كما أن الاعتصام الوطني والذي سينفذ طيلة العطلة الصيفية بالرباط، سيربك جميع حسابات الحكومة. نحن أخذا عهدا على أنفسنا، بأننا لن نحيد عن درب النضال وعن الشارع قيد أنملة، إلا بتحقيق كافة حقوقنا وعلى رأسها الترقية وتغيير الإطار لكافة موظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات". لم يكن أحد يعلم أنه ستأتي 2019، أي بعد 17سنة من إطلاق المبادرة في 2002، كي يعلق الأساتذة حاملو الشهادات العليا مبادرة محمد الكحص، ويحرمون أنفسهم من برنامج "العطلة للجميع"، لأن وزارة أمزازي أبقت على ملفهم معلقا، ولم تعطهم حق الترقية وتغيير الإطار أسوة بالأفواج التي سبقتهم، لهذه الأسباب تعتزم التنسيقية الوطنية لحاملي الشهادات العليا خوض محطة نضالية يومي 1 و2 يوليوز 2019م قابلة للتمديد، وتجسيد أشكال نضالية غير مسبوقة في تاريخ نضالات الشغيلة التعليمية بالمغرب، وقفة أمام الوزارة مع بداية شهر يوليوز المقبل مع اعتصام مفتوح طيلة العطلة الصيفية احتاجا على عدم تلبية مطلبهم المتمثل في الترقية وتغيير الإطار بالشهادة، مما ينبئ بصيف ساخن هذه السنة (2019) في شوارع الرباط، وشارع محمد الخامس الذي يتمركز به البرلمان المغربي تحديدا، إذ لا تكتمل الوقفات الاحتجاجية، إلا إذا انتصبت الحناجر المحتجة قبالته لتصب جام غضبها أمام أبوابه. في المقابل، وقفات الرباط واعتصاماته لم تعد مؤتمنة الجانب، من قبل كانت تقتصر فقط على الرضوض وإصابة بعض الرؤوس وإسالة بعض الدماء على أرصفة شارع محمد الخامس الرئيسي، لكن بعد وفاة عبد الله حاجيلي أب الأستاذة المتعاقدة لم يعُد ليلُ الرباط موحشا وباردا فقط، بل مُخيفا وأكثر تعقيدا...!