قرّر طلبة كليات الطّب والصّيدلة خوْض جولة جديدة من التّصعيد ضدّ الحكومة بإعلانهم مقاطعة الامتحانات الاستدراكية، بمبرّر أنهم لمْ يتلقوا المعارف والدّروس التي ستمكّنهم من اجتيازِها، مؤكّدين أنه "لا يمكن إجْراء الامتحانات ونحن لم ندرس لأكثر من شهرين؛ وبالتالي، لا يمكن أن تكون هناك دورة استدراكية بدون دورة عادية وسنقاطعُ الامتحانات". وقال أيوب أبوبجي، المنسق الوطني لطلبة الطب وطب الأسنان بالمغرب، إنّ "تعنّت وزارتي الصّحة والتعليم العالي في التعامل مع طلبة الطّب ومطالبهم المشروعة لا يزيدُ الوضع إلا تعقيداً وتأزماً"، مضيفا: "لم نلْمَس أيّ إجراءات عملية لتحقيق الملف المطلبي، بل بالعكس اتهمتنا الحكومة بأننا نخدم أجندات سياسية ونبتغي تحقيق غايات خفيّة"، موردا: "نحن حالياً في أزمة وليس هناك حل بدون حوار". أبوبجي الذي قال إنّ "مسؤولين في وزارتي الصحة والتعليم اتهموني بالانفصال والانتماء إلى البوليساريو فقط لأنّ بشرتي سوداء"، كشف أنّ "آخر طلب لعقد الحوار يعود إلى 27 ماي الماضي، ولم نتلق منذ ذلك الحين أيّ دعوة رسمية للجلوس إلى طاولة التفاوض"، مشيراً إلى أنّ "الطلبة يريدون تحسين التكوين الطبي في المغرب، بينما الدولة تهدّدهم بالطرد والفصل". وأبرز المتحدث في ندوة صحافية نظمها "أطباء الغد" أن "الطلبة لم يرفضوا مبادرات الوساطة، ونحن منفتحون على الحوار ولا نخدم أيّ أجندة سياسية"، مضيفاً: "لقد أحدثت اتهامات الحكومة صدمة كبيرة وسط الطلبة، فلا يمكن اتهام أطباء الغد الذين يقودون حراكاً سليما بأنهم يخدمون أجندات سياسية ويتعبون لجماعة العدل والإحسان". وأكمل المنسق الوطني لطلبة الطب وطب الأسنان بالمغرب قائلا: "نتمنى أن تكون هذه الاتهامات مبنية على معلومات مغلوطة، لأنه لا يمكن ل 18 ألف طالب قاطعوا بتلقائية وبدون عنف ولا تكسير وفضلوا عدم الحضور إلى الكليات يوم الامتحان تفادياً لإمكانية التصادم مع الأمن، أن يخدموا أجندات". من جانبه، قال إلياس الخاطب، ممثل طلبة كلية الطب بوجدة، إنّ "الدولة تمارس سياسة الآذان الصماء تجاه مطالبنا ونحن من خيرة المجتمع، خضنا مقاطعة منذ ثلاثة أشهر في حين مازالت الدولة مستمرة في كيل التهديدات وفي عدم الاستجابة لطلبات الحوار". وأضاف الخاطب، الذي قال إنّ والده الذي يعملُ طبيباً تم فصله عن العمل بسبب نشاط ابنه الطّلابي، أنّ "الدراسات الطبية تعرف اختلالات كبيرة، خاصة داخل الكليات العمومية، ولا يمكن أن نسمحَ بأن تتغوّل السياسات التعليمية الخّاصة داخل كليات الطّب، وأن تحرم الطالب المغربي من حقه في أن يصبح طبيب المغاربة"، داعيا "الوزارة أن تعود إلى طاولة الحوار، وأن تستجيب لدعوة التنسيقية". وكشف حمزة قرمان، ممثل طلبة الرّباط، أنّ "هناك تهديدات هدفها الترهيب وتخويف الطلبة"، مضيفاً: "لا يعقل أن يتم إرسال مجموعة من أعيان السلطة لإقناع الطلبة بالولوج إلى المدرجات وأن يتم تهديد الطلبة القاطنين في الأحياء بالطّرد ما لم يحضروا لاجتياز الامتحان، كما لا يعقل أن يتم إيقاف أساتذة ذنبهم الوحيد أنهم تضامنوا مع مطالب الطلبة المشروعة". وأضاف: "لسنا دعاة أزمة وخلق فوضى، ومن المستحيل أن ينساق 18 ألف طالب وراء أجندات سياسية؛ فيكفي أن تستجيب الوزارة لمطالبنا حتى نعود إلى الأقسام"، موضحاً أن 4000 طالب يواجهون الطّرد وسيُحْرَمُ المغرب من هذه الكفاءات، كما أن "هناك ضغطا نفسيا كبيرا في صفوف الطلبة يمكن أن ينذر بمصيبة ونتائج كارثية". ياسين الأزهري، ممثل كلية فاس، قال إن "الحراك الطّبي سيستمرُّ ولن يتوقف إلى غاية تحقيق مطالب الطلبة، وبمجرد توقيع محضر الاتفاق مع الوزارة سنعود إلى مقاعد الدّراسة"، مضيفا: "لسنا ضدّ طلبة كلية الطب الخاصة ولنا أصدقاء هناك، لكن المشكل يكمن في طريقة تنزيل المشروع الذي يروم استهداف الكليات العمومية"، مبرزاً أن "الحكومة تتعامل معنا كما لو أنّنا دراري صغار". وكشف الطلبة الأطباء أنّ "طلبة السّنة السابعة قاطعوا اليوم الامتحانات السريرية بنسبة 100 في المائة في كل من وجدةوفاس"، وأعلنوا رفضهم لتهمة الحكومة، معتبرين أنه "ربّما قُدّمت لها معلومات مغلوطة لأنه يستحيل أن تكون لنا أجندات سياسية، وربما تريد أن تشرعن أمورا ستقوم بها عن طريق اتهامنا بالانتماء إلى جماعة العدل والإحسان". وبالنّسبة للمسيرة الوطنية المزمع تنظيمها بالعاصمة الرّباط انطلاقا من وزارة الصّحة، قال الطلبة الأطباء إن تاريخها سيحدّد بعد الجموع العامة التي ستنعقد غدا.