بيدو أن أزمة طلبة الطب بلغت ذروتها، فقد أعلنت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، في بلاغ تلقت “العلم” نسخة منه، عن مقاطعتها لامتحانات الدورة الربيعية الخاصة بطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان التي تنطلق اليوم (الإثنين)، ما يعتبر تحديا لقرار وزارتي التعليم العالي والصحة القاضي بإجراء هذه الاختبارات في تاريخها المحدد.
وندد رئيس التنسيقية، أيوب أبوبيجي، في تصريح ل”العلم”، بما وصفه بسياسة التهديد والوعيد التي ينطوي عليها تصريح الوزيرين الوصيين بطرد أو ترسيب كل من يقاطع هذه الامتحانات، معتبرا أن التمسك بإجرائها في هذه الظرفية غير ممكن بالنظر لمقاطعة الطلبة للدروس النظرية والتطبيقية منذ مارس المنصرم، وكذا مقاطعة الأطباء الداخليين والمقيمين للحراسة، وإشارة الأساتذة بالدار البيضاء لعدم المشاركة فيها، ما يؤكد على عدم توفر الشروط الموضوعية والبيداغوجية لإجرائهاّ، وفق تعبيره.
ودعت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، آباء وأمهات الطلبة إلى تنظيم وقفات احتجاجية محلية أمام كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان اليوم الاثنين، مشددة في بلاغ لها على أن سبيل الحوار الجاد والمسؤول هو المسلك الوحيد لإنقاذ السنة الجامعية الحالية، وتحسين ظروف تكوين طلبة الطب. كما أشار البلاغ، إلى تمديد مقاطعة طلبة السنة السابعة للتداريب الاستشفائية بالمستشفيات الجهوية والإقليمية لمدة أسبوعين ابتداء من اليوم.
في هذا السياق، حذر آباء وأمهات الطلبة المعنيين، من “مغبة الدخول في أي إجراءات انتقامية ضد أبنائنا داخل الحرم الجامعي أو خارجه أو التطاول عليهم بسبب نضالاتهم ودفاعهم عن الطب العمومي والجامعة العمومية”، مستنكرين في بلاغ لهم ما أسموه ب”سياسة الآذان الصماء والهروب إلى الأمام التي تنهجها الحكومة ممثلة في وزارتي الصحة والتعليم العالي، وانحيازها الكامل لجماعات الضغط المتمثلة في كليات الطب الخصوصي”.
وندد الآباء بما اعتبروه "تماديا للوزارتين الوصيتين في نهج أساليب التعتيم والتضليل والتهديد في حق أبنائنا وبناتنا"، داعين المسؤولين إلى "التحلي بروح الحكمة والمواطنة لتدارك ما تبقى من السنة الجامعية”. ودعوا أساتذة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان إلى "مساندة ودعم مطالب طلبتهم وعدم إجراء الامتحانات إلى حين توفر الشروط البيداغوجية من دروس نظرية وأشغال تطبيقية والتداريب الاستشفائية”.