قررت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب التصعيد في وجه الحكومة، سيما بعد تصريحات وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، الذي أكد أن الامتحانات سيتم إجراؤها في وقتها، بغض النظر عن مقاطعتها من قبل الطلبة. هذا ما أعلنه أعضاء مسؤولون في التنسيقية خلال ندوة صحافية عقدوها الثلاثاء 28ماي 2019 بالرباط، وخصصت للكشف عن مستجدات الملف المطلبي لطلبة الطب. وأكد أعضاء التنسيقية أنهم سيخرجون في مسيرة وطنية يومه الخميس 30ماي 2019 للمطالبة بتحقيق ملفهم المطلبي، داعين الحكومة إلى الإسراع لتحقيق مطالبهم. كما أعلنوا تشبثهم بالإضراب حتى وإن كلفهم ذلك سنة بيضاء. واعتبر أعضاء التنسيقية، تصريحات الوزير سعيد أمزازي، واصفين إياها ب "التهديدات"، أنها "تزيد في تأزيم الوضع وتفاقمه، دون الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات العملية التي من شأنها أن تستجيب لمطالب 91 في المائة من الطلبة الرافضين لمشروع الاتفاق بين الوزارتين الوصيتين". وطالب طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، الحكومة بالجلوس إلى طاولة حوار تتسم بالمسؤولية من أجل الاستجابة لمطالبهم، مؤكدين أنهم سيقاطعون الامتحانات ولو أنهم لا يرغبون في سنة بيضاء، إلا أنهم في نفس الوقت، لا يخشونها في حالة لم يتحقق ملفهم المطلبي. كما رفض طلبة الطب مشروع الاتفاق، الذي تقدمت به وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة من أجل إتمام السنة الجامعية الحالية واستدراك ما تبقى من الزمن الجامعي، بأغلبية ساحقة. وفي هذا السياق، فقد أكد المنسق الوطني لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان في المغرب، أيوب أبوبيجي، أن "من خلال الجموع العامة التي يحضرها جميع الطلبة، يتضح أن الطلبة الأطباء غير مبالين لسنة بيضاء، فسنة واحدة بيضاء أحسن من سنوات سوداء في ما بعد، كما أن المقاطعة ستستمر حتى تحقيق كافة المطالب". وأضاف ذات المتحدث أن "وزارة الصحة ووزارة التعليم يتهموننا بأننا ضد طلبة الطب، الذين يتابعون دراستهم بالتعليم الخاص، وهذا كذب وبهتان، لأننا دائما ما كنا نردد أننا نطالب بالمساواة بين القطاعين من خلال خلق فرص متكافئة، كي لا تميل الكفة ضد الفقراء وأبناء الشعب لصالح لذوي المال". وأكد أبوبيجي في مداخلته على أن "الوزير أمزازي اعترف أمام البرلمان أن مطالبنا مشروعة، لكن تعامله معنا لا يعكس كلامه تماما، بل نجد أن الوزارة تعمل من أجل التضييق علينا، وتتماطل في حل هذا الملف". وتابع منسق طلبة الطب "مسيرة 30 ماي، ليست هي البداية بل سبقتها مجموعة من المحطات النضالية، لكنها بداية لمجموعة من الخطوات التصعيدية ضد وزارة التعليم ووزارة الصحة، من أجل الضغط أكثر لحل مشكلنا والتي نعتبرها مشاكل كافة الشعب المغربي". وتخوض تنسيقية طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان إضرابها للأسبوع التاسع على التوالي بما يعني مقاطعة جميع الدروس التطبيقية والنظرية. وذلك، للتعبير عن رفضها "للقرارات الرامية إلى خوصصة قطاع التعليم العالي والتكوين الطبي العمومي" وفق ما تضمنته بلاغاتها. وكذلك، انتقادا منها لطريقة تنزيل مشروع كليات الطب الخاصة.