بقصر "السونتات" الواقع بجماعة بوزمو، دائرة إملشيل إقليم ميدلت، تعيش أسرة مكونة من خمسة أبناء ووالديهم ظاهرة غريبة حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، هي اشتعال النيران في المنزل الذي يؤويهم كل مرة بدون سبب. ظاهرة اشتعال النيران في منزل الأسرة "المعذبة"، والتي ظهرت لأول مرة السنة الفارطة، مخلفة وراءها أضرارا مادية دون تسجيل خسائر في الأرواح البشرية، قسمت الساكنة المحلية بين من يتهم الجن بكونه السبب الرئيسي، ومن يستبعد ذلك. الظاهرة التي توقفت لعدة شهور نتيجة قيام عدد من "الفقهاء" بزيارة منزل الأسرة، عادت في الأيام الأخيرة لتظهر من جديد، إذ شبت النيران في جميع أركان المنزل ذاته، وتسببت في خسائر مادية كبيرة للأسرة، كما احترقت الخيام والأفرشة التي توصلت بها السنة الفارطة من لدن السلطات الإقليمية بميدلت. علي أوبنها، رب الأسرة المعنية، أكد أن الظاهرة "جعلت أسرته تعيش الرعب وحولت حياتها إلى جحيم لا يطاق"، موضحا أن "النيران ظهرت من جديد الأسبوع الجاري بعد التخلص منها لعدة شهور، وتسببت في إتلاف جميع ممتلكات المنزل، وأصبحت معها حياة الأبناء في خطر"، وفق تعبيره. وأضاف أوبنها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الغريب في هذه الظاهرة أن النيران تشتعل في واضحة النهار فقط وليس بالليل"، ولم يستبعد "أن يكون الجن هو السبب في ذلك"، موردا: "عدد من الفقهاء اتصلوا بي من جهة سوس، وطلبوا مني ما بين خمسة وأربعة ملايين سنتيم لطرد الجن، لكن وضعي الاجتماعي لا يسمح لي بتوفير المبلغ، وأخشى أن يكونوا مجرد نصابين". وردا على ما يردده بعض المواطنين حول كون المعني بالأمر سبق له أن قتل أفعى وقام برميها في النار، قال علي أوبنها: "لم يسبق لي أن فعلت ذلك ولن أفعل"، وزاد: "ظاهرة اشتعال النيران في منزلي يجب أن يفتح فيها تحقيق من قبل الجهات المسؤولة، ليس فقط من أجلي وأسرتي، بل من أجل معرفة السبب الرئيسي في ذلك". "محسنون قاموا في وقت سابق بزيارة منزلي وقرؤوا ما تيسر من كتاب الله، فكان ذلك سببا في هدنة لعدة شهور، قبل أن تفاجئنا النيران من جديد"، يقول المتحدث ذاته، مضيفا: "الساكنة والسلطة المحلية اقترحتا علي مغادرة المنزل نحو منزل جديد سيتم بناؤه في بقعة أعطتني إياها القبيلة"، ملتمسا من "الفقهاء" المحسنين زيارة منزله القديم "لعلهم يساعدونه على طرد الجن". مصدر من عمالة إقليم ميدلت أوضح أن ظاهرة اشتعال النيران في منزل المعني بالأمر بدأت في مثل هذا الوقت من السنة الفارطة، وتشتعل بطريقة غريبة وخطيرة تسببت في حرق جميع ما كان يمتلكه في منزله، وأيضا المساعدات التي سبق إرسالها له من قبل السلطة الإقليمية السابقة، من أغطية وخيام وملابس. وقال المصدر الذي فضل عدم البوح بهويته للعموم، في اتصال بجريدة هسبريس الإلكترونية: "كانت بعض المبادرات الفردية لعدد من الأشخاص بقراءة القرآن في منزل المعني بالأمر، ما أدى إلى تهدئة الأوضاع لمدة إلى ما بعد عيد الفطر، لتعود مرة أخرى هذه الظاهرة التي تدعو إلى الاستغراب". المصدر ذاته أكد أن السلطة الإقليمية بميدلت دائما في جانب الأسرة في محنتها، وقامت بمؤازرتها حتى لا تشعر بأنها بمفردها، موضحا أنها قامت أيضا أمس السبت بإرسال مساعدات عينية أخرى للأسرة المعنية، ستخفف عنها محنتها "الغريبة"، مشيرا إلى أن "الساكنة المحلية بدورها تقوم بمؤازرة المعني بالأمر، وستقوم بإعداد الكسكس وتناوله في منزله لعل ذلك يساهم في وضع نهاية لهذا الكابوس المرعب".