عاش عدد من سكان حي المنار في مدينة الجديدة، أول أمس، ليلة شبه بيضاء متجمهرين بالقرب من منزل عرف اشتعال نيران بشكل وصف بالغريب. وقال أحد عناصر الوقاية المدنية، الذي بدا مذهولا لدى خروجه من البيت، إن النيران التي تشتعل بهذا المنزل لم يشاهد مثلها منذ اشتغاله بسلك الوقاية المدنية وأنه لا يجد تفسيرا لما شاهد، مؤكدا أن عناصر الوقاية المدنية تدخلت بالفعل لإطفاء نيران متفرقة تشتعل بأثاث المنزل وتتحول من مكان إلى مكان دون أن يتمكنوا من فك لغز اشتعالها. الأسرة التي تسكن هذا المنزل حاولت بكل جهدها إخراج ما يمكن إخراجه من المنزل الكائن في الطابق الأول من البناية، وتحدث بعض المواطنين البسطاء عن فرضية وجود الجن أو وجود أعمال سحر خبيثة بهذا المنزل وهي الفرضية الطاغية على أحاديث المتجمهرين، خاصة بعض المقربين من الأسرة المالكة للبيت، الذين ذكروا أن الأسرة استقدمت فقيهين متخصصين في طرد الجن لكن الأمر لم يكن سهلا. وأكد شاهد عيان أنه شاهد آثار الحريق بإحدى الستائر وسرير النوم وبدولاب المطبخ، وقال نفس الشاهد إن الأسرة استقدمت كهربائيا للتأكد من عدم وجود أعطاب بالأسلاك الكهربائية، فتأكد لها أن لا وجود لأي تماس كهربائي بالقرب من أماكن اشتعال النيران المتفرقة، كما تأكدوا من عدم وجود أي تسرب للغاز بالمنزل، وأكدوا أن الحريق انطلق منذ يومين وعاود الكرة ثلاث مرات في نفس اليوم. وقال أحد الفقهاء المتخصصين في الرقية وطرد الجن، إنه إذا تأكد أن الحادث لا يرتبط بأسباب مادية تحدث اشتعالا، فإن فرضية السحر تبقى واردة لكون بعض السحرة يلجؤون –بحسب قوله- إلى ما يسمى ب«التراجيم»، وهو نوع من السحر يلجأ إليه بعض الخبثاء بغرض ترهيب القاطنين بالمنزل، إما بهدف إخراجهم من البيت أو بغرض الانتقام منهم لأسباب مختلفة. وقال نفس المتحدث إن «التراجيم» يبدو على شكل حرائق في مكان تواجد السحر أو على شكل تناثر الحجارة من الجدران أو تنقل بعض الأشياء المتواجدة بالمنزل بشكل غريب. وفي انتظار تقارير عناصر الوقاية المدنية وعناصر الشرطة العلمية التي زارت البيت، يبقى قاطنو هذا البيت وجيرانهم في وضعية لا يحسدون عليها، إلى حين فك هذا اللغز الذي حير الرأي العام المحلي الذي حضر بكثافة بدافع الفضول لتتبع ما يجري.