أثار إدراج خطيب بمكناس لمدينتي مارتيل والحاجب كموقعي "معصيّة"، خلال خطبة ألقاها الجمعة الأخيرة، بأحد مساجد العاصمة الإسماعيلية، حفيظة ساكنة ونشطاء المدينتين، وخلق جدلا وسجالا واسعا على مواقع التّواصل الاجتماعيّ. ووجّه هشام بوعنان، رئيس الجماعة التّرابيّة لمارتيل والمحامي بهيئة المحامين بتطوان، في تدوينة على صفحته الرّسميّة بالفضاء الأزرق، انتقادا لاذعا إلى خطيب الجمعة، معتبرا ما تفوّه به تحاملا على المدينة وإساءة إلى سمعتها وتجنّيا على سكّانها، متسائلا: "هل انتهى الفقيه من هداية الوسط الأقرب إليه ليلتفت إلى أماكن بعيدة لا يعرف عنها شيئا؟". واستغرب المسؤول المنتخب بالمدينة صدور هذا النّوع من أحكام القيمة السّلبيّة من قلب المساجد، متسائلا: "أيعقل أن نأتي للصلاة وينتهي بنا الأمر إلى سماع هذا النّوع القبيح من الأحكام الظّالمة والصّور النّمطيّة البالية؟ أليس تقديم النصح بأسلوب التّشهير والفضائح لا يصحّ بمنهاج الإسلام الحنيف حتّى إذا افترضنا صحّة تلك الوقائع؟"، وفق تعبيره. واعتبر المتحدّث ذاته أنّ ربط مارتيل والحاجب ب"المعصيّة" هو إساءة "سمحت للنّاس برؤية تواضع مستواك الفقهيّ والأدبيّ للأسف" يضيف بوعنان، الّذي دحض هذا الافتراء، ونصح خطيب مكناس بتدارك نفسه، والمسارعة للاعتذار عن خطئه بدل السّعي إلى تبريره بسوء الفهم، داعيا إيّاه إلى العودة إلى حقيقة وظيفته "قبل أن تتكاثر أخطاؤك، فتصير المنابر سلاحا للجهلة يقتلون بها سمعة من يشاؤون"، يقول بوعنان.