رد رئيس المجلس الترابي لمدينة مرتيل “هشام بوعنان” المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية على خطيب جمعة بمدينة مكناس كال شتائم واتهامات لبعض المدن المغربية، في خطبة جمعة، كمرتيلوالحاجب، واصفا إياهم بمدن المعصية. حيث جاء في خطابه من على منبر خطبة الجمعة قوله: “- ألو المعصية فين راكي ؟ – أنا في الحاجب – أنا جاي”. وقال أيضا : – “ألو المعصية فين راكي ؟ – أنا في مرتيل – أنا جاي”. وجاء في رد “بوعنان” الذي تعيد شمال بوست نشره ما يلي : رسالة عتاب إلى السيد “عبد العزيز إسماعيلي”، خطيب مسجد الحسن الثاني بمكناس الذي اساء في خطبة الجمعة الأخيرة لمدينتي مرتيلوالحاجب بالكلمات التالية : سيدي المحترم ، لا حاجة الى التظاهر بأنك لم تقصد الإساءة إلى سمعة مدينتنا، أو أن الذين سمعوك تتحدث عنها بالسوء لم يفهموا رسائلك خير الفهم ! يوم الجمعة الماضي ، لاحظ المصلون بأكملهم ، كيف تجنيت على أناس لا تربطه بهم أية رابطة، ولم يسع أحد منهم ابدا إلى ايذاءك و انت تصفهم ب”المعصية”. ماذا تعرف انت عن مدينة مرتيل وساكنيها لتقول عنها مثل ذلك الكلام ؟ من المؤكد انك لا تعرف عنها شيئا و على الأرجح لم تزرها ولو مرة في حياتك. نظر الجميع إليك وانت تتحامل على اناس لا تعرفهم، و تضرب لهم مثلا بشخص يرتب موعدا بالهاتف مع المعصية في الحاجب و مرتيل و تداعب عواطف الناس وتبيعهم الوهم، وتساؤلوا : أيعقل أن نأتي للصلاة وينتهي بنا الأمر إلى سماع هذا النوع القبيح من الأحكام الظالمة والصور النمطية البالية ؟ أليس تقديم النصح بأسلوب التشهير والفضائح لا يصح بمنهاج الإسلام الحنيف حتى اذا افترضنا صحة تلك الوقائع ؟ هل انتهى الفقيه من هداية الوسط الأقرب اليه ليلتفت إلى أماكن بعيدة لا يعرف عنها شيئا ؟ ألا يعلم السيد الخطيب أن جزءا مهما من ساكنة مدينة مرتيل وزوارها هم من مدينة مكناسوالحاجب، ولا اظنهم يوافقون على ما قال ؟.. لسوء حظك ، كان عقلك الباطن يمنعك من التركيز الكامل على موضوع خطبتك . لذلك ، في لمحة سريعة ، اشبه بنشوة انتصار خادع ، انفجرت دواخلك وسمحت للناس برؤية تواضع مستواك الفقهي والأدبي للاسف، وهذا لعمري، يبين مقدار الجهد الذي عليك بذله لإعادة تأهيل ذاتك. أنصحك بتدارك نفسك أيها الأخ المحترم. لم أكن أرغب أمام هذا التدفق السريع للقيل والقال الذي نعيشه هذه الايام ، أن أولي الموضوع أكثر مما يستحق ، او ان افتعل منه فضيحة لا سمح الله ، لكنك بدل الاعتذار الجميل عن سقطتك ، وردا على احتجاجات الناس عليك، سارعت إلى تصوير نفسك كضحية لسوء فهمهم، وحتى ان بعض “تلامذتك” -سامحهم الله- تمادوا في الدفاع عن خطإك وصوروك كضحية لقول الحق !!! أي حق ؟ لو سارعت إلى الاعتذار عن خطاك لما اثار ذلك أي لغط. عدة مرات ، حاولت دفع نفسي الى تخطي الأمر ، لكن هيهات ، كل المحاولات هي إضاعة للوقت، وعلى أحدهم ان يعيدك إلى حقيقة وظيفتك قبل أن تتكاثر أخطاءك فتصير المنابر سلاحا للجهلة يقتلون بها سمعة من يشاؤون. كان من الأفضل لك أن تتخلص من هذه الضجة غير المرغوب فيها برمي تلك الاحكام النمطية الجائرة في حاوية القمامة بدلاً من وضع نفسك عن قصد في هذا الموقف السيء لكنك لم تفعل. لا شيء مما قلت موجود في مدينتي مرتيلوالحاجب. هنا تمر الحياة عادية بافراحها واحزانها ومشاكلها ونجاحاتها كما في جل بقاع الارض، الناس طيبون على العموم، والسيؤون هم القلة، نطلب الله لهم الهداية وحسن العاقبة ونرفض التحامل عليهم بأي حال من الاحوال. وليست لنا اية نظرة سلبية تجاه احد. أنا لا أحييك ، وبدلا من ذلك سأطلب منك الاعتذار وأطلب لك الهداية ، على أمل أن تنتهي هذه القضية المؤسفة…