أصبح الإبداع يُشكل الحلقة الأضعف أمام ما بات يعرف ب"الفوضى الرقمية" وصناعة المحتوى الرديء لليوتوب المغربي تحت مبرر استجابة العديد من صناع المحتوى لما يطلبه المشاهد والمتلقي. أمام هذه الفوضى وكلما تصفحت تطبيق اليوتوب عبر هاتفي المحمول إلا وصادفت الكثير من الفيديوهات تحمل عناوين مشمئزة تُساهم في تشكيل محتوى اليوتوب المغربي من قبيل "شاهدوا كيفية الاعتناء بأصابع أرجل زوجي" .. وغيرها من العناوين التي تُساهم بشكل كبير في تشويه صورة المرأة المغربية وتقدمها على شكل صُور نمطية بنسخ مكررة موزعة على الويب المغربي، أمام منافسة شرسة بين مئات من يسمين أنفسهن ب"اليوتوبوز"، بهدف حصد أكبر عدد من المشاهدات وما يصاحبها من تسوّل دعوات الاشتراك في القناة والضغط على جرس التنبيه ! عزيزتي "اليوتوبوز "، في نظرك، هل تسجيل فيديو يحكي عن التفاصيل المملّة لما تقمين به داخل المنزل أو عند التسوّق بإحدى الواجهات التجارية ونشره على القنوات الخاصة بك، يرفع مستوى محتوى الفيديوهات التي يغصّ بها اليوتوب المغربي الغارق في الرداءة والذوق السيئ والذي يشكل أكبر مجمع للحمقى أمام عدسات الكاميرات! الجواب هو الحديث فقط عن تفاصيل حياة يومية عادية تفتقد في الغالب إلى أدنى حدود الإبداع في تقديم رسائل ذات القيمة المضافة ونشرها على شكل غسيل اجتماعي على سطح "اليوتوب" واستغلال تفاعل وإقبال الآلاف المتابعين على مشاهدة تلك التفاصيل والذين يعشقون بدورهم تتبّع تفاصيل حياة الآخرين كنوع من الفضول لسد حاجة نفسية اجتماعية. تطرح العديد من الإشكالات حول تسويق نموذج "يوتوبوز" عبر قنوات اليوتوب على أساس أنها موديلات ناجحة تحصد الكثير من المال والشهرة وتساهم في توجيه فئة عريضة من جمهور خصوصا المراهق، الأمر الذي يستدعي تدخل كافة المختصين في المجال لإعطاء تفسيرات والبحث عن حلول ناجحة تحدُّ من نزيف الرداءة على طرقات اليوتوب!