مع حلول عيد الفطر، انتهى الفنان التشكيلي محمد أمين حركاتي من رسم أطول جدارية في العالم، رسمها بمدينة تازة بطول بلغ 200 متر، من أجل دخول موسوعة غينس للأرقام القياسية كأطول جدارية باسم مغربي تحت عنوان "مائة لوحة ولوحة". وقال حركاتي محمد أمين إن "الجدارية تتألف من 150 لوحة تجريدية متداخلة ومترابطة مع بعضها، وكل لوحة تشكل لوحة منفردة مستقلة بحد ذاتها تصور عناصر التاريخ الإنساني والطبيعة بفلسفية مطلقة"، مشيرا إلى أنه "استخدم في عملية إنجاز الجدارية 150 كيلوغراما من الصباغة على جدار باهت تشمئز منه عين الناظر وفق أسلوب ومنهجية انفجار الألوان، من أجل خلق العفوية والتقنية في نفس الوقت، تمثلا بعملية خلق اللون والكون معا". وأوضح المتحدث ذاته أنه "اعتمد أسلوب الرسم من اليسار إلى اليمين بعكس ما هو متعارف عليه في الفن التشكيلي العرب، وذلك لزيادة تلقائية التواصل"، مضيفا أن "الجدارية عبارة عن قراءة للتاريخ التجريدي العالمي ومراحله من خلال مفردات ورموز الثقافة العالمية التي تنطلق من محورين أساسيين يرتكزان حول فكرة الحضارة الإنسانية". وأشار حركاتي إلى أن "المحور الأول يقدّم فكرة اللون وتدرجه من المطلق إلى المستوى النسبي والتاريخ الإنساني، بدءا من الحاجات الغريزية للتمتع بالحياة وانتهاء بالطموح الإنساني المطلق وإيمانه بالمدينة الفاضلة، فيما يتناول المحور الثاني الحرية بدءاً من الولادة وانتهاء بالارتقاء في الفضاء اللامتناهي". ولفت الفنان التشكيلي إلى أن "إنجاز 150 لوحة بمجهود فردي تمّ خلال شهر رمضان، حيث الصيام تحت حرارة الشمس دون كلل أو ملل، وفي وقت لا يتعدى 7 أيام؛ بفضل تشجيعات مصطفى المعزة، عامل إقليمتازة، وعشقه لمدينته التي فيما مرة كان يدغدغ جدرانها وشوارعها بجداريات ورسومات من أجل تبديد ذلك التلوث البصري وإعطاء البهاء والجمال للأماكن العامة". وأكد الفنان حركاتي أنه "مستعد لرسم وملء كل المساحات الفارغة بالمدينة، وجعلها مدينة متميزة وجميلة إذا حصل على الدعمين المادي والمعنوي".