منذ انْطلاق أشْغالها رسمياً سنة 2002، لمْ تتوانَ مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين في تقديم الدّعم النفسي والمادي لمنخرطيها، الذين يفوق عددهم حالياً 250 ألفا، يستفيدون من خدمات المؤسسة دون أيّ اقتطاعات من معاشاتهم؛ وهي خاصية فريدة في مجال الخدمات السوسيو-طبية في المغرب. وتشرحُ الكومندان حنان أكداش، نائبة رئيس قسم الشؤون الاجتماعية بمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين أحدثت بمقتضى القانون 34-97 لتعنى بشؤون هذه الفئة وذويها". وانْطلقت أشغال المؤسسة التي تهتمُّ برعاية قدماء المحاربين والعسكريين رسميا سنة 2002، مع اجتماع أول مجلس إداري لها. وتتكون هذه المؤسسة من مديرية مقرها الرباط، و22 مندوبية جهوية عبر تراب المملكة، و4 ملحقات بالمستشفيات العسكرية بالرباط، مكناس، كلميم، والعيون. كما تتوفّر المؤسسة على 8 ملحقات للمندوبيات بالحاجب، الحسيمة، تاونات، بن سليمان، طاطا، سيدي افني، آسا، والسمارة. وتعمل مديرية مؤسسة الحسن الثاني على توفير الموارد المالية والبشرية للمندوبيات الجهوية وتحدد أولوياتها المرتبطة بأنشطتها، انطلاقا من توجيهات المجلس الإداري للمؤسسة. وإلى جانب أقسامها، تنعقد اجتماعات لعدة لجان بالمؤسسة لدارسة ملفات وطلبات المنخرطين. ومن بين هذه اللّجان، وفق تصريحات المسؤولة العسكرية حنان أكداش، "لجنة بين وزارية يترأسها ممثل رئيس الحكومة، وتتكون من ممثلي كل من وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية وإدارة الدفاع الوطني، وكذا ممثل عن مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين". وتجتمع هذه اللجنة بين الوزارية أسبوعيا لتدارس حوالي 200 طلب متعلق بالإعانة الخاصة (Allocation spéciale)، ويستفيد من هذه الإعانة حاليا حوالي 40 ألف منخرط. ثم هناك لجنة بيْن وزارية يترأسها ممثل رئيس الحكومة، وتتكون من ممثلي كل من وزارة المالية ووزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية وإدارة الدفاع الوطني، وكذا ممثل عن مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين. وتجتمع هذه اللجنة بمقر المؤسسة لتدارس طلبات الصفة لمكفولي الأمة، وطلبات الإعانة، وطلبات الإعانة الإجمالية، ويستفيد من الإعانة الإجمالية (َAllocation forfaitaire) حاليا ما يزيد عن 1400 من مكفولي الأمة (Pupilles de la nation). وإلى جانب اللجنتين بين الوزاريتين، تضيفُ الكومندان حنان أكداش، هناك لجان مكلفة بتخويل صفة محارب قديم، وعسكري قديم، وأخرى مكلفة بدراسة ملفات طلبات المساعدات الآنية المقدمة من طرف المؤسسة لمنخرطيها الذين تتحقق فيهم شروط خاصة، وقد استفاد منها حوالي 150 ألفا برسم سنة 2018. تجدر الإشارة إلى أن منخرطي المؤسسة، الذين يفوق عددهم حالياً 250 ألفا، يستفيدون من خدمات المؤسسة دون أي اقتطاعات من معاشاتهم، وهي خاصية فريدة في مجال الخدمات السوسيو-طبية في المغرب. جدير بالذكر أنه تم إحداث 22 مندوبية جهوية موزعة على مختلف جهات المملكة المغربية، وأربعة فروع طبية واجتماعية قائمة بالمستشفيات العسكرية، قصد تيسير الولوج الصحي لهذه الفئات التي تستحق العناية.