بين قلة قليلة من السجينات بالسجن المحلي عين السبع 2 ممن اخترن حفظ القرآن، توجد خديجة، التي شاءت الأقدار أن تدخل الزنزانة فتتغير حياتها وأيضا مبادئها، وتجعل من كتاب الله أولويتها الأولى. خديجة سيدة في عقدها الرابع أم لخمسة أطفال لم تكن تدري أنها ستحكم بأربع سنوات حبسا نافذا، اختارت أن تستغلها في حفظ القرآن والتدبر فيه، وتعلم قواعد قراءته وتجويده. تقول خديجة في حديثها لهسبريس: "تعمقت في حفظ القرآن داخل السجن، وبفضل أستاذة تقدم لنا الدروس مرتين في الأسبوع، تعرفت على قواعد قراءة القرآن وترتيله وأيضا تجويده"، مضيفة: "كل ما أردت تعلمه تلقيته داخل أسوار السجن". تعدد خديجة فوائد حفظ وقراءة القرآن وتؤكد أنه أمر مفيد سواء للنزيلات داخل السجن أو للنساء خارجه، وتقول: "حب القرآن يقربنا من الله ويبعث في قلوبنا الطمأنينة"، مؤكدة أنها تفضل أن تستغل وقت فراغها في قراءة القرآن والتدبر فيه. وتواصل المتحدثة قائلة: "كنت أقرأ القرآن قبلا، لكن داخل السجن زاد تعلقي به؛ فالقرآن غيّر فيّ كثيرا من الأشياء، فهو يهدينا إلى الطريق المستقيم ويقربنا من الله ويبعث في قلبي الهدوء، وحتى وإن فكرت في القيام بشيء غلط فهو ينهيني عنه". وتتحدث خديجة عن تجربتها مع القرآن قائلة إن حفظه يكون صعبا في البداية، لكن مع التدرج فيه يتيسر الأمر، مضيفة: "يجب فقط أن يتوفر الإنسان على الرغبة والإرادة". وتختم قائلة: "أنصح النساء بقراءة القرآن، حتى لو كان في أوقات الفراغ، فكلام الله هو شيء جميل، ويغير فينا أمورا كثيرة".