هن نساء مغربيات لم يمنعهن عملهن اليومي من تخصيص وقت لدراسة وحفظ القرآن الكريم. موظفات، ربات بيوت، طالبات، وأيضا سجينات، اخترن "طريق الله" عندما دعا إلى حمل القرآن الكريم، حفظن آياته وتدرجن في تعلم قواعد تجويده وتلاوته. تعددت مدنهن واختلفت أماكنهن، لكنهن جميعا عملن بقوله تعالى: "وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَ0تَّبِعُوهُ وَ0تَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، الآية 156 من سورة الانعام. في صغر سنها اختارت زينب لوبهان، 21 سنة حاليا، أن تبدأ مسارها مع القرآن، رحلة دامت عشر سنوات كان لوالدتها الفضل الكبير فيها، إلى حين تتويجها بمجموعة من الجوائز الوطنية والدولية في حفظ وقراءة القرآن الكريم. مسار زينب، الحاصلة على الإجازة في الاقتصاد، مع القرآن، بدأ في سن 11 سنة، حينما رافقت والدتها إلى أحد المساجد الحديثة بالمنطقة التي تقطن فيها بالدارالبيضاء، "هناك بدأت الرحلة، حفظت بداية أربعة أحزاب رفقة الخالة زهرة، عقبها تم افتتاح كتاب قرآني بالقرب من منزلنا يضم فتيات وشبابا في مثل سني به أتممت حفظي للقرآن الكريم"، تقول زينت. وتواصل تذكر مسارها مع القرآن الكريم قائلة: "في مستوى الخامسة ابتدائي اكتشف أستاذي أن صوتي مميز، نصحني بالبحث عن مدارس لتحسين الأداء الصوتي، على إثرها ذهبت إلى أستاذي الحاج محمد الترابي وتعلمت على يديه مدة أربع سنوات إلى أن ضبطت الأداء وبات لي صوت حسن". لم تكتف زينب بحفظ القرآن وتعلم أصول قراءته، بل كان طموحها أكبر من ذلك، لتبدأ مسار التتويج بجوائز وطنية وأخرى دولية. تقول: "بدأت المشاركة في المسابقات في مستوى الخامس ابتدائي بالحصول على جائزة محمد السادس الوطنية في الفئة الجهوية، عقبها حصلت سنة 2017 على جائزة مواهب في تجويد القرآن الكريم التي تنظمها القناة الثانية سنويا، ثم الجائزة الثانية في مسابقة تحبير الدولية آل نهيان التي تنظمها الإمارات العربية، كما حصلت خلال السنة الجارية على الجائزة الأولى بالمهرجان الدولي المنظم في الدارالبيضاء، ناهيك عن مجموعة من الجوائز الوطنية والدولية". تؤكد زينب أن حفظ القرآن ليس بالأمر الصعب إذا ما ارتبط ب"الرغبة والإرادة"، وتقول: "إذا لم يتوفر هذان الشرطان لن يستطيع الإنسان حفظ القرآن أو الإلمام به"، مضيفة: "لم أجد أية صعوبة في هذه المهمة، بل كانت يسيرة جدا وساعدني حفظ القرآن حتى في دراستي". وتؤكد المتحدثة أن الالتزام بكتاب الله يمنحها "راحة نفسية"، و"ثقة جميلة في النفس"، "وأيضا المساعدة في المواد التي تحتاج الحفظ في المسار الدراسي". وتضيف: "أنصح الشباب بأن يكون لديهم إلمام بالقرآن الكريم لأنه سيساعدهم في حياتهم اليومية والدراسية والزوجية وفي الحياة عامة؛ فالقرآن فيه خير كثير لمتبعيه وأيضا راحة لن يحس بها غير قارئه"، موجهة أيضا نصيحة للأمهات بأن يكون لهن هدف بأن يدفعن أطفالهن إلى قراءة القرآن وحفظه "ليلبسهن الله تاج الوقار يوم القيامة".