قلق يعتري الهيئات الطلابية والتعليمية والحكومية نتيجة الموسم الجامعي المهدد في كليات الطب والصيدلة بالمملكة، بعدما فشلت "وزارة أمزازي" في التوصل إلى حل نهائي يُرضي التنسيقية التي تنوب عن الطلبة في الملف الجماعي، ما دفع المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين إلى دعوة كل من التنسيقية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي-قطاع التعليم العالي ووزارة الصحة من أجل "استئناف الحوار المسؤول والجاد الذي يستحضر المصالح الفضلى للوطن والمواطنين ويعيد الثقة بين كل المكونات". المرصد طالب بصفة استعجالية ب "الاحتكام لأخلاق الحوار والتفاوض والعقل والمنطق في كل الملفات المطروحة، من أجل وضع حد للاحتقان الذي تعيشه هاته الكليات والمراكز الاستشفائية، وذلك من خلال اتفاق مشترك واضح المساطر والآجال يضم كل نقاط الملف المطلبي، حتى يعم الاستقرار والطمأنينة القطاع ومكوناته؛ طلبة وأساتذة وموظفين وتقنيين ومرضى". كما نادى المرصد، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، قطاع التعليم العالي ومجالس المؤسسات من أجل "توفير كل ظروف استدراك الزمن الضائع والإعداد التربوي الجيد للامتحانات في أجواء بيداغوجية عادية"، مُناشدا طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان ب "استئناف الحياة الطلابية العادية بصفة استعجالية في الأقسام ومدرجات الدراسة والتداريب الاستشفائية". ويأتي النداء الاستعجالي للمرصد أياما قليلة بعد رفض أساتذة الكليات إجراء الامتحانات في سياق الإضراب الذي يخوضه الطلبة والذي يدنو من شهره الثاني؛ إذ طالبوا بتأجيل اختبارات يونيو إلى غاية استكمال الشروط البيداغوجية لتنظيمها، واصفين إجراءها ب"غير الممكن والمستحيل" بسبب عدم إكمال الطلبة للدروس النظرية والأشغال التطبيقية. وأعرب المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين عن أمله بحلحلة الملف الإشكالي، داعيا إلى "فتح مرحلة جديدة في تدبير كل الملفات الاجتماعية بمقاربة تشاركية تقوم على الحوار الهادئ والرصين والثقة المتبادلة بين كل الأطراف، في أفق إيجاد حلول معقولة ومتوافق بشأنها، والإنهاء مع التدبير الارتجالي المتسرع الذي غالبا ما ينطلق من عالم منفصل عن الواقع". وتابع النداء قائلا: "يجب الحرص على توفير كل الظروف المالية والمادية والبشرية لتأهيل وتكوين طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، ضمانا وتوفيرا لخدمات صحية جيدة في كل مناطق المغرب، وكذلك ينبغي الإعداد الجيد برؤية استراتيجية استباقية لمشروع الجهوية واللامركزية واللاتمركز، مع التفعيل الموضوعي لمستلزماتها بخصوص توفير كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان ومراكز استشفائية بكل جهة من جهات المملكة، مع الحرص على توفير الإمكانات اللازمة". وفي سياق متابعته للتوتر الذي أثر سلبا على مجريات الدراسة الجامعية في كليات الطب والصيدلة، سجّل المرصد "ما تعيشه هاته المؤسسات من أوضاع تؤثر سلبا على عمليات التعليم والتكوين والبحث، بسبب ارتجالية قرارات الحكومة السابقة، المتمثلة أساسا في عدم الإعداد الجيد للزيادة في أعداد الطلبة والترخيص المتسرع لمجموعة من الكليات والجامعات الخاصة، في غياب تام لاحترام ضوابط وشروط هذا الترخيص في بعضها". وفي مقابل تحميل النداء لجزء من مسؤولية الأوضاع الحالية للحكومة، فإن سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، أرجع أصل المشكل إلى التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، مؤكدا أنها تتحمل مسؤولية مقاطعة الطلبة للدراسة وللتداريب والامتحانات، متهما إياها بعدم نقل مضامين الاتفاقات التي تُبرم بينها من جهة، وبين وزارته ووزارة الصحة من جهة ثانية، إلى الطلبة "بأمانة". وإلى جانب أمزازي، انتقد أنس الدكالي، وزير الصحة، ردود فعل طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان إزاء مقترحات وزارتي الصحة والتعليم العالي، قائلا: "نجلس معهم إلى طاولة الحوار، ونستجيب لمطالبهم المشروعة، وعندما يخرجون يكون لهم كلام آخر، وملّي شافونا كنلتازمو بما نتفق عليه معهم ذهبوا إلى إقحام جهات أخرى، حيث توجهوا إلى الفرق البرلمانية"، مردفا: "نحن لا مشكل لدينا ونرحّب بأي وساطة، ولكن يجب أن يكون هناك مخاطَب جدّي".