نظّم القاطنون بمجموعة من التجمعات السكنية بمدينة تملالت، أمس الاثنين، مساندين من طرف نشطاء جمعويين وحقوقيين ومستشارين جماعيين بالمجلس الجماعي، وقفة احتجاجية أمام مقر للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والجماعة الترابية، تنديدا بما وصفوه انقطاع الماء الصالح للشرب وقلة صبيبه في المنازل السفلية، خلال الأيام الأخيرة وفي عز شهر رمضان وفي ظروف مناخية حارة. ورفع المحتجون، خلال هذه الوقفة، شعارات عدة من قبيل: "حكرتنا حكرتنا وبالعطش قتلتونا"، تعبيرا عن تذمر المتضررين من ندرة المياه الصالحة للشرب وانعدامها في جل منازل الأحياء السكنية. وأوضح الفاعل الحقوقي خالد خوبا، لهسبريس، أن "السكان القاطنين بالطابقين الأول والثاني يعانون من مشكل انقطاع هذه المادة الحيوية، ما يتطلب الانتظار من الثامنة صباحا إلى العاشرة ليلا للحصول على قطرات". وأرجع هذا الحقوقي "معضلة انقطاع الماء إلى إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، التي عملت على توفير الماء لدواوير توجد بالمجال الترابي لإقليم الرحامنة، أسفل مدينة تملالت بناء على دراسة تقنية تشير إلى أن البئر المزود يوفر 18 لترا في الدقيقة"، مضيفا: "لكن هذا البئر أضحت لا توفر سوى ستة لترات فقط في الثانية، ما يحرمنا نحن من ماء الشرب". وفي السياق نفسه، طالب المستشار الجماعي عمر العود السلطات الإقليمية ومسؤولي الإدارة الوصية ب"التدخل العاجل ومساعدة الساكنة على تسوية وإصلاح وضعية هذا القطاع"، على حد قوله لهسبريس. وتزامن احتجاج المتضررين المذكورين، أمام مقر الجماعة الترابية تملالت، مع دورة استثنائية للمجلس الجماعي، الذي استقبل ممثلين عن المحتجين، لتدارس مشكل النقص الحاد في الماء الصالح للشرب، وخلال ذلك تم الاتصال بالمدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، عبر مكبر الصوت هاتفيا، وقدم التوضيحات التالية، يقول جمال كنون رئيس الجماعة لهسبريس. وتابع هذا المسؤول: "بالنسبة للمناطق من التجمعات السكنية التي تعاني من انعدام الماء بالطوابق العلوية أو السفلية فإنه تقرر إيفاد لجنة مستعجلة لمعاينة الأمر وتدبير حلول آنية له"، مضيفا: "وسيتم التحقق بشكل مستعجل من أن جميع الطوابق السفلية مزودة بالماء الصالح للشرب". وأضاف كنون وتعهدت إدارة المكتب المكلف بالماء الصالح للشرب أمام الحاضرين ب"ربط الثقب الجديد قرب قناة "روكاد" بالشبكة المائية لتملالت، كحل جذري للمشكل القائم في أجل أقصاه 15 يوما، وبحل نهائي عبر مشروع إنجاز ربط دائم بالموارد السطحية من قناة بسد الحسن الأول، ستنطلق أشغاله سنة 2020، وسينتهي مكتب مكلف بتحضير الدراسات مع نهاية 2019"، كما ورد في محضر اجتماع توصلت به هسبريس. يذكر أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب سيعلن، في المقبل من الأيام، عن صفقة المشروع المذكور، الذي خُصص له غلاف مالي يناهز 20 مليار سنتيم، لبناء محطة للمعالجة بالقرب من العطاوية. وسيمكن هذا المشروع، الذي سيوفر صبيب 200 لتر في الثانية، من تغطية الخصاص الذي تعرفه المدينة كلما ارتفعت درجة الحرارة وزاد استهلاك الماء من طرف الزبناء.